"سليمان الحلبي" أزهري سوري عاهد الله أن ينتقم للمصريين من كليبر
لوحة فنية تجسد قتل كليبر
كان سليمان الحلبي فدائي من طراز فريد ورمز من رموز المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الفرنسي، وهو أحد تلاميذ الشيخ أحمد الشرقاوي الذي قاد انتفاضة ثورة القاهرة الأولى ضد الغزاة.
أقام الحلبي - بحسب تقرير لبوابة الأزهر - 3 سنوات بالقاهرة ملتحقًا فيها بالجامع الأزهر الشريف، ثم عاد إلى حلب عندما علم بمرض والده، حج مرتين وزار القدس، قابل بعض قواد الجيش العثماني فعاهد الله وعاهدهم على قتل كليبر - قائد الجيش الفرنسي والحاكم العام بمصر -، وحمل رسائل من علماء غزة إلى بعض علماء الأزهر يوصونهم بمساعدته، ثم حضر إلى القاهرة، وظل 31 يوماً يتعقب كليبر حتى ظفر به يتمشى مع فرنسي آخر فطعنه بخنجر كان يخفيه فى ثيابه عدة طعنات حتى لفظ كليبر أنفاسه الأخيرة على أثرها وفر الحلبي هاربًا، لكن ما لبث أن وقع في قبضة العسكر الفرنسيين، فأمر الجنرال "مينو" بعقد محاكمة عاجلة له ضمت في عضويتها 9 من كبار العسكر الفرنسيين، لم تستغرق المحاكمة أكثر من 4 أيام حاول الفرنسيون خلالها تصوير الحادثة على أنها مؤامرة شارك فيها الإمام الأكبر عبد الله الشرقاوى شيخ الأزهر، وحكم على الحلبى بحرق يده اليمنى ووضعه على خازوق حتى الموت، كما حكم على 4 أزهريين آخرين من شباب غزة بقطع رؤوسهم أمام الحلبي بحجة عدم تبليغهم عنه برغم معرفتهم بنيته، وهم محمد وعبد الله الغزي وأحمد الوالي باستثناء سعيد عبدالقادر الغزي الذي فرّ هارباً، واحتفظ الفرنسيون بجمجمة سليمان الحلبي في متحف حديقة الإنسان فى باريس مع الخنجر الذى طعن به كليبر.
ولد سليمان الحلبي عام1191هـ / 1777، في قرية كوكان بالقرب من عفرين محافظة حلب السورية، وينتمي إلى عائلة كردية اسمها أوس كوبار، عمل والده المتدين محمد أمين في مهنة بيع السمن وزيت الزيتون، ونظرًا لحبه الشديد للأزهر فقد حضر إلى القاهرة فأقام فيها 3 سنوات يتعلم في الأزهر، وتلقى سليمان الحلبي علومه الابتدائية في حلب، ثم أرسله والده إلى مصر لتلقي العلوم الشرعية في الأزهر الشريف وحج في تلك الفترة مرتين مع رحلة الحج المصري، وقطع دراسته في الأزهر وعاد إلى حلب حين علم أن أباه مريض ولكنه بعد أن اطمأن على صحة والده عاد لاستكمال تعليمه، وفي طريق عودته إلى مصر عرج سليمان على مدينة القدس ومنها سافر إلى غزة، وكانت ثورة القاهرة الكبرى قد باءت بالإخفاق، ووردت الأخبار عن فظائع الفرنسيين في قمعها مما أوقد في نفسه نار الثأر لشعب مصر والدفاع عن حريته وكرامته، فعاهد الحلبي الله أن ينتقم للمصريين، فقدم مثالًا رائعًا على التضحية والوطنية، وإعلاء الرابطة الإسلامية، عندما اغتال الجنرال كليبر قائد الحملة الفرنسية - بعد رحيل بونابرت إلى فرنسا.