خطة لمواجهة التزويغ: علِّى وعلِّى السور.. اللى هيهرب مش مسئول
طلاب يحاولون الهروب عبر نوافذ الفصل
تشير الساعة إلى العاشرة والنصف صباحاً، طلاب المدارس انتظموا فى فصولهم، تتعالى أصواتهم وتصل إلى المارة فى الشوارع، يرددون الدروس فى أصوات جماعية منتظمة خلف مدرسيهم، وبينما كان الهدوء يسود أحد شوارع منطقة عين شمس. كان يوسف أحمد، 8 أعوام، الطالب فى مدرسة عمر مكرم الابتدائية، يجلس على الرصيف وإلى جواره شنطته المدرسية، ملابسه مغطاة بالتراب ونفَسه متهدج من كثرة اللعب، ما يشير إلى أنه هرب من المدرسة للعب مع أقرانه.
بعض المدارس واجهت ظاهرة «التزويغ» عن طريق بناء سور حديدى يعلو سور المدرسة الأصلى، والاستعانة بأفراد أمن داخل المدرسة، وتفعيل دور الشرطة المدرسية، إلا أن هناك بعض الطلاب الذين لا يزالون يمارسون سياسة الهروب بأساليب أخرى، منها الامتناع عن دخول المدرسة، أو الخروج منها فور التزاحم والتدافع على البوابة.
بناء سور حديدى فوق السور الأساسى، هو الحيلة التى لجأت إليها مدرسة عمر مكرم الابتدائية المشتركة فى عين شمس، للحد من ظاهرة هروب الطلبة من المدرسة، «عمال المدرسة بنوقّفهم الصبح وبعد الضهر عشان يقفوا على البوابة يتابعوا الدخول والخروج، وللأسف فيه طلبة بتهرب وتخرج أثناء الزحمة على البوابة»، بحسب أحمد طارق، معلم بالمدرسة والمسئول عن تنظيم الأمن، وعلى الرغم من تشديد الأمن على البوابة الرئيسية للمدرسة، فإن هناك بعض الطلاب يحاولون الهروب فى الزحام الشديد: «ده نقدر نكتشفه لما تكون الدنيا هديت والطلبة خلصوا الطابور وطلعوا بره المدرسة، بنلاقى فيه طلبة بره بيلعبوا أو بياكلوا وبيبان أكتر فى غيابهم المتكرر»، وفى هذه الحالة تقوم المدرسة بإخطار أولياء الأمور بتغيُّب أبنائهم عن المدرسة لفترات الطويلة: «دور ولى الأمر مهم معانا عشان نقدر نحد من التزويغ، لأننا لوحدنا مش هنقدر نسيطر».
الظاهرة مستمرة والمدارس تضع لها حلولاً بالتعاون مع أولياء الأمور
«ما عندناش حد بيهرب من المدرسة لأننا حاكمين الدنيا، البوابة على طول مقفولة والدخول بكارنيهات الطلبة الشخصية، والأمن على البوابة طول الوقت والسور عالى جداً ما يقدرش أى طفل يعديه»، هذا ما قالته نبيلة سالم، معلمة بمدرسة خاصة فى منطقة حدائق الأهرام، مؤكدة أن إدارة المدرسة تعقد اجتماعاً شهرياً مع أولياء الأمور وتقوم بإطلاعهم على دفاتر الغياب لأبنائهم، وهى الطريقة الأمثل للحد من هذه الظاهرة: «عقاب أولياء الأمور بيكون أشد لأنهم عارفين بيتعاملوا إزاى مع عيالهم، فقِصة الهروب دى محكومة عندنا عشان الشفافية مع أولياء الأمور».