اقتصاديون يوضحون فوائد رفع السودان الحظر على الصادرات المصرية
السيسي والبشير
خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والسوداني عمر البشير، عقب جلسة المباحثات الثنائية بينهما في العاصمة السودانية الخرطوم، على هامش أعمال الدورة الثانية للجنة الرئاسية المصرية السودانية المشتركة، أعلن الرئيس السوداني رفع الحظر عن دخول المنتجات المصرية إلى السودان، وذلك في سبيل إزالة كل العوائق بين البلدين.
وكانت الحكومة السودانية أصدرت على مدار العامين السابقين، سلسلة قرارات تحظر الصادرات المصرية، حيث حظرت في سبتمبر 2016 دخول الفواكه والخضروات والأسماك المصرية، وقالت إنها "بسبب مخاوف صحية".
وفي مارس 2017 قرر السودان فرض حظرا شاملا على السلع الزراعية، وفي مايو من نفس العام قرر أيضا مد الحظر على السلع الزراعية والحيوانية وأخرى صناعية، وإلزام القطاع الخاص السوداني باستيراد السلع مباشرة من بلد المنشأ دون عبورها بمصر.
وشمل الحظر السوداني 19 مجموعة سلعية، مثل التقاوي والشتول، والخضروات والفاكهة الطازجة والمجففة والأسماك، والصلصة والمربى والكاتشب، واللبن والسكر والشاى والزيت.
الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، قال إن رفع السودان للحظر عن الصادرات المصرية، سيكون له نتائج إيجابية على الاقتصاد المصري، على المدى القصير عن طريق زيادة حجم الصادرات للسودان، وإنعاش الاقتصاد عن طريق عودة سوق كبيرة كالسوق السودانية.
عبده أضاف لـ"الوطن"، أن زيادة الصادرات ستؤدي بطبيعة الحال لزيادة الإنتاج في مصر ما يتبعه زيادة الاستثمار وتوفير المزيد من فرص العمل، مؤكدًا أنها نتائج طبيعية ومنتظرة من رفع الحظر على الصادرات.
الخبير الاقتصادي أشار إلى أنه على المدى الطويل، السودان تعتبر مدخلًا للسوق الإفريقي، حيث تفتح الباب أمام الصادرات المصرية إلى الجنوب الإفريقي، موضحًا أن مصر تمتلك ميزة تنافسية في السودان، حيث لا تلجأ للنقل الجوي أو البحري، حيث تنتقل البضائع بريًا عبر منفذ "أرقيم"، ما يوفر تكاليف النقل.
رفع كفاءة المنتج المصري وتلافي أسباب الحظر الأول شروط مطلوبة من أجل رفع حجم الصادرات للسودان، وفقًا لخبير الاقتصاد، مشيرًا إلى تشابه ميول المواطن السوداني مع نظيره المصري، ما يجعله يفضل المنتج المصري عن غيره.
من جانبه أكد الدكتور شريف الدمرداش، الخبير الاقتصادي، أن رفع الحظر عن الصادرات المصرية للسودان له أثر إيجابي في الاتجاهين، حيث تحتاج مصر لزيادة صادراتها وفتح أسواق جديدة في إفريقيا عن طريق السودان، كما أنها في حاجة كذلك لاستيراد محاصيل زراعية يمكنها حل أزمة أسعار الخضروات في مصر، في إطار التبادل التجاري بين البلدين.
الدمرداش أضاف لـ"الوطن"، أن الصادرات المصرية كذلك للسودان يمكنها التفوق على أي منتجات أخرى في نفس جودتها، نظرًا لامتلاك مصر ميزة النقل البري، والذي يجعل أسعار المنجات المصرية منخفضة مقارنةً بغيرها، موضحًا كذلك أن السودان تعتبر بوابة لإفريقيا عن طريق حدودها البرية معها.