"منهم فيهم".. سيناريوهات ضلوع "الإرهاب المحلي" الأمريكي في هجوم الطرود
دونالد ترامب
قالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية إن مسؤولي تنفيذ القانون الأمريكيين، الذين توجهوا من نيويورك إلى فلوريدا يدرسون الأدلة، لإيجاد الشخص أو الأشخاص المسؤولين عن إرسال الطرود المفخخة لعدد من الديمقراطيين البارزين، على رأسهم باراك أوباما وعائلة كلينتون، ومنتقدي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومكاتب "سي إن إن" في نيويورك مع تصنيف السلطات للحوادث على أنه إرهاب محلي، وهو ما يرجحه مكتب التحقيقات الفيدرالية FBI.
واستمرت هجمات الطرود المشبوهة حتى أنها وصلت حد إرسال طرد مشبوه إلى عنوان عائد للممثل الأمريكي روبرت دي نيرو، كما تم ضبط طرد مرسل إلى منزل سيناتور ديموقراطي، اليوم، وعثر على طرد مشبوه بأحد مكاتب البريد في نيويورك، في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة العدل الأمريكية ضبط شخصٍ من الممكن أن يكون على علاقة بالهجوم.
الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية، وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية فسرت الإرهاب المحلي على أنه حوادث العنف والإرهاب التي يكون مصدرها من داخل الولايات المتحدة الأمريكية، أو أشخاص مقيمين بها.
الشيخ أضافت، لـ"الوطن"، أن تاريخ الولايات المتحدة حافل بحوادث وأعمال العنف التي لا تكون مرتبطة بأي شكلٍ من الأشكال بجماعات أو تنظيمات إرهابية عالمية، حيث يعتبر "إرهابا من نوع خاص" على حد وصفها، أي أنها حوادث فردية لا تتكرر بشكلٍ منتظم بعد ذلك.
أستاذ العلوم السياسية أوضحت أن المسئولية عن الإرهاب المحلي في الولايات المتحدة الأمريكية بعملية الطرود المفخخة تحددها مدى الاستفادة النهائية من الهجوم، موضحةً أن التوقيت الذي وقع فيه الهجوم قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس بأيام قليلة، أكبر المستفيدين منه هم الديموقراطيون.
الشيخ أشارت إلى أن العديد من التساؤلات تدور حول الهجوم، وإجاباتها تصب في خانة توجيه الاتهام للديمقراطيين، أهمها توقيت الهجوم وآليته واختصاص الديموقراطيين به وكيفية وصول الطرود لمنازلهم، في ظل الحراسات المشددة عليهم، والإمكانيات الكبيرة في المراقبة والتتبع التي تتمتع بها الولايات المتحدة.
الديموقراطيون كذلك يرغبون في إحراج دونالد ترامب وإدارته وحزبه أمام الناخب الأمريكي، حسب أستاذ العلوم السياسية، خصوصًا في ظل حالة التعاطف معهم داخل بعض المؤسسات الأمريكية التي ترغب في الإطاحة بالرئيس الأمريكي، وكلها أمور تصب في خانة تورط الديموقراطيين في الهجوم، الذي يعلمون جيدًا أن الناخب الأمريكي يتأثر بالإعلام وتوجهه كثيرًا "البروباجندا".
الاحتمال الثاني وهو الأضعف، حسب الشيخ، يشير بشكل أو بآخر إلى تورط ترامب أو معاونيه وأشخاص قريبين من إدارته، في التدبير للهجوم بالطرود المفخخة، موضحةً أنه ربما يكون هدفهم من صناعة إرهابٍ محليٍ بهذا الشكل تخفيف الضغوط التي تمارسها وسائل الإعلام والمؤسسات الأمريكية على الرئيس الأمريكي وإدارته.
أستاذ العلوم السياسية لفتت إلى حديث المتحدثة باسم البيت الأبيض حول الهجوم الإعلامي المتواصل على الرئيس الأمريكي الفترة الماضية بخصوص تعامله مع الكثير من القضايا، على رأسها مقتل جمال خاشقجي، مردفةً أن الهجوم أتى ثماره بشكلٍ كبير من هذه الناحية، واختفى حديث وسائل الإعلام عن القضايا التي تخص ترامب، وتوجه الحديث بأكمله نحو الطرود المفخخة.