رئيس «الصحة الإنجابية»: كثرة استخدام «الموبايل واللاب توب» تضعف القدرة على الإنجاب
الدكتور مدحت عامر، رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لرعاية الصحة الإنجابية
كشف الدكتور مدحت عامر، رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لرعاية الصحة الإنجابية، عن تأخر الحمل فى أكثر من 10% من حالات الزواج الحديثة لأكثر من عام، بسبب عدة عوامل تضعف القدرة الإنجابية، من بينها كثرة استخدام «الموبايل»، و«اللاب توب».
«عامر» لـ«الوطن»: 10% من المتزوجين حديثاً لديهم تأخر فى الإنجاب لأكثر من عام
وأضاف «عامر»، فى حوار خاص لـ«الوطن»، أن قرابة ثلث الرجال فى مصر يكون لديهم مشكلات جنسية فى عمر الثلاثين، ترتفع إلى نصف الرجال فى عمر الخمسين، مشدداً على أن ما يتردد عن منح «الفسفور» أو الجمبرى لقوة للرجل هو عبارة عن «كلام فى الهوا».
ووصف رئيس «الصحة الإنجابية» ما يتردد عن وجود نوع من «الفياجرا النسائية»، بأنه حديث منتشر لا يوجد أى أساس علمى له على الإطلاق، مشيراً فى الوقت ذاته إلى أن «الفول» له تأثير جيد للغاية على الصحة الإنجابية والجنسية، وإلى نص الحوار:
باعتبارك رئيساً لـ«الصحة الإنجابية».. ما معدلات تأخر الانجاب فى مصر؟
- النسب فى مصر تزيد على النسب العالمية التى تُناهز 10% من المتزوجين حديثاً يتأخر لديهم الحمل لأكثر من سنة، وهو ما قد يسبب مشكلات لديهم، لأن وجود طفل فى الأسرة المصرية شىء أساسى جداً.
ومَن المسئول عن تأخر الإنجاب.. هل الزوج أو الزوجة؟
- الاثنان لديهما مسئولية مشتركة، فالرجل مسئول عن 40% من الإنجاب، والزوجة 40%، وهناك 20% مشتركة لكل منهما.
وما علاج تأخر الإنجاب؟
- يكون لدينا عدة تدخلات طبية حسب كل حالة، ولو لم تنفع يكون هناك تدخُّل جراحى أو وسائل الإخصاب المساعدة، وهى التى تعالج معظم حالات تأخر الإنجاب حالياً.
وما أبرز مسببات تأخر الإنجاب؟
- تأخر سن الفتيات والذكور، فزواج الرجل بعد سن 35 أو الفتاة فى فترة معينة يقلل من الكفاءة الإنجابية، وهو أمر يحدث بسبب المتطلبات الكثيرة للإنجاب، فالزوج فى مصر يرهق بطلبات كثيرة تؤدى لتأخر سن الزواج والإناث على السواء.
وما هو أفضل سن للزواج علمياً؟
- أفضل سن للزواج هو 25 سنة للنوعين.
الحديث عن توافر «فياجرا نسائية» ليس له أساس علمى.. والمنشطات الجنسية «عمَّال على بطَّال» تسبب اضطرابات جسمانية
وهل هناك أسباب أخرى تسبب ضعف القدرة الإنجابية؟
- نعم، مثل التلوث البيئى، والتكنولوجيا الحديثة، والتعرض لمحطات جهد عالٍ، أو وجود هرمونات فى الطعام، وأكياس البلاستيك التى يوضع فيها الأكل، أو الزجاجات البلاستيكية، والتدخين، والإدمان، والشيشة، والنمط الغذائى غير السليم، وعدم الحركة، وعدم ممارسة الرياضة بشكل منتظم، فتأخر الإنجاب وضعف القدرة عليه أسبابها عضوية، على نقيض المشكلات الجنسية التى تكون معظم أسبابها «نفسية».
تقول إن الوسائل التكنولوجيا تسبب ضعفاً فى القدرة الإنجابية.. مثل ماذا؟
- كثرة استخدام الموبايل واللاب توب تسبب ضعفاً فى القدرة الإنجابية.
وهل المشكلات الجنسية لدى المصريين أكثر أم فى الغرب؟
- المشكلات الجنسية فى مصر نفس نسبة الغرب تقريباً.
وما هى؟
- وجود مشكلات جنسية لدى قرابة ثلث الرجال فى عمر 30 عاماً، و40% فى عمر الأربعين، ونصفهم فى عمر الخمسين.
مثل ماذا؟
- القذف السريع، أو ضعف الانتصاب، أو ضعف الرغبة الجنسية.
وهل الظروف المعيشية تؤثر على ذلك؟
- نعم، فهى مرتبطة بشكل أساسى وواضح بالقدرة الجنسية، أو اضطراب أو قلق يؤثر على الناحية الجنسية، لأنها وظيفة ترفيهية ليست أساسية، وهى أول شىء يتأثر، فلو الشاب لديه مشكلة فى العمل سيخلق له نوعاً من التوتر والقلق يجعله غير قادر على الاستمتاع بالناحية الجنسية، ولو كان يعمل أكثر من عمل ستكون رغبته أن ينام ويرتاح، ومن ثم فإن العلاقات الجنسية تزدهر فى الإجازات حين يكون الفرد بعيداً عن نطاق العمل، والتوتر، والقلق.
وهل هناك ارتباط بين ذلك وزيادة نسبة الطلاق؟
- نعم، فلو لم يكن الطرفان مستمتعين بعلاقتهما معاً قد يؤدى ذلك للطلاق، ومن ضمن أسباب زيادة الطلاق فى مصر هو «تأخر الإنجاب»، فعدم وجود طفل فى الأسرة يجعل هناك نوعاً من التباعد بين الزوج والزوجة، كما أن الزوجات حالياً يعملن، ولديهن نوع من الإحساس بالاستقلالية، وأنهن يستطعِن الحياة دون الرجل، ومن ثم قد يلجأ بعضهن للطلاق، كما نواجه مشكلة كبيرة بوجود جهل فى المشكلات الجنسية والإنجاب لدى الزوجين، فلا توجد توعية، والأهل لا يتحدثون مع أولادهم، ومن ثَم تكون معلوماتهم من الإنترنت أو أصدقائهم، وهى مصادر فى كثير من الأحيان تكون غير موثوق فيها.
هناك شريحة من المواطنين يتناولون مواد مخدرة ليزيدوا استمتاعهم بعلاقتهم بأزواجهم.. كيف ترى هذا علمياً؟
- المواد المخدرة تعطى إحساساً زائفاً للرجل.
ماذا عن «الترامادول»؟
- يأخذه البعض، وهو يؤدى لـ«تأخر القذف»، لكنه يدمر الصحة، وأقول للمواطنين أرجوكم لا تتناولوه، وهناك أدوية رخيصة لإطالة أمد العلاقة دون آثار سلبية على المواطن.
لكن البعض يأخذه مرة كل فترة.. فهل هذا مُضر؟
- نعم، فحين تأخذ قرصاً، ستأخذه أكثر من مرة حتى يسبب الإدمان.
وما نصائحك الغذائية للمواطنين حتى يكونوا بصحة جنسية جيدة؟
- أهم شىء هو أن يكون الطعام صحياً تماماً، فمثلاً يكون هناك «طبق سلطة» بجميع ألوانه، ويكون هناك مستحضر ألبان مثل الجبن أو الزبادى، ولكن ليس بكميات كبيرة، أما فى المساء فيتم تناول بروتين مثل شريحة لحم أو فراخ أو سمك، ويكفى 100 جرام فى اليوم.
ماذا عن «الفول»؟
- «ربنا يخلّى لينا الفول فى مصر».. هو جيد جداً كمصدر للبروتين، ومفيد للصحة الجنسية والإنجابية.
ماذا عن «الفسفور»؟
- لا توجد العلاقة التى يربطها البعض بين أكل الجمبرى أو الجرجير أو الاستاكوزا علمياً والقدرة الجنسية، فهذا الحديث هو «كلام فى الهوا»، وعلى النقيض حين تزيد منهم فإن المعدة «تتقل وتنام».
انتشرت أنواع كثيرة من الأدوية الجنسية فى الصيدليات.. فكيف تراها؟
- تؤخذ بعشوائية قد تسبب آثاراً ضارة على بعض المواطنين، فهناك مرضى ممنوعون تماماً من الأدوية مثل «الفياجرا»، وهم مرضى الشريان التاجى، ومن يتناول أكثر من 3 أنواع من أدوية الضغط، ومن كان لديه مشكلات فى «شبكية العين»، ولكن فى العموم تلك المستحضرات عبارة عن «أدوية» تؤخذ عند الاحتياج، وإلا قد تسبب آثاراً جانبية غير مرغوب فيها.
مثل ماذا؟
- الصداع، والزغللة، واضطراب فى التركيز أو المعدة أو النظر، فهى أدوية تُصرف فى ظروف معينة، وليس «عمَّال على بطَّال».
ماذا عن «الأدوية الجنسية للسيدات»؟
- لا يوجد «فياجرا نسائية» حتى الآن علمياً، فالحديث عنها يتزايد، ولكن علمياً لا يوجد مثل هذا الحديث حتى الآن.