"2018".. عام الريادة المصرية لقارة إفريقيا في المحافل الدولية
الرئيس السيسي وحوله القادة الأفارقة في قمة فوكاك
شهد عام 2018 تطورا كبيرا في العلاقات المصرية الإفريقية، حيث تنوعت سياسات وآليات التحرك المصري تجاه دول القارة ما بين سياسية واقتصادية وإعلامية وثقافية ومائية، ودعمت مصر جهود التنمية البشرية في دول القارة المختلفة من خلال إيفاد آلاف الخبراء المصريين، واستقبال الآلاف من المواطنين الأفارقة للتدريب في مصر.
ويشارك الرئيس السيسي فى أعمال القمة المصغرة للقادة الأفارقة رؤساء الدول والحكومات أعضاء المبادرة الألمانية للشراكة مع إفريقيا فى إطار مجموعة العشرين والتى دعت إليها المستشارة الألمانية ميركل، حيث أن توجيه الدعوة للرئيس السيسى من ميركل لحضور هذه القمة للمرة الثانية جاء تقديرا لمكانة مصر وأهمية دورها فى أفريقيا، حيث سيلقى الرئيس السيسى كلمة خلال أعمال القمة المصغرة تتناول رؤية مصر فى دفع وتعزيز جهود التنمية فى إفريقيا، خاصة أن مصر سترأس الاتحاد الأفريقى العام القادم 2019.
وتقول الدكتورة هبة البشبيشي، خبيرة الشئون الإفريقية، إن عام 2018 شهد تحولا جذريا في العلاقات المصرية الإفريقية بما تحمله الرؤية الجديدة للدولة المصرية تجاه القارة السمراء.
وأضافت البشبيشي، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، "الرئيس عبدالفتاح السيسي، لا يفوت مناسبة إلا وتحدث عن إفريقيا وهذا ما وضح جليا حينما عرض الأوضاع التي تمر بها القارة السمراء وكان آخرها في كلمته بالجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث عبر بكل واقعية وبصورة جريئة جدا عن واقع القارة الإفريقية التي تعتبر قارة مفعول بها في الفترة الأخيرة ويجب أن تتحول إلى قارة فاعلة".
وأوضحت البشبيشي أن مصر لعبت دورا كبيرا في الحفاظ على أمن وسلامة القارة الإفريقية، لاسيما بعد افتتاح قاعدة محمد نجيب التي أصبحت حائط صد للتهديدات التي قد تطول القارة الإفريقية.
وتابعت، "مصر حذرت من ممرات الإرهاب في البحر الأحمر، والتي أمر وزير الخارجية الفرنسي السابق بعملها لأهالي دارفور عام 2009 للخروج من السودان إلى تشاد والآن أصبحت طريقا ممهدا لتنقل الإرهابيين في القارة الإفريقية، والهجرات غير الشرعية".
وأكدت أن القارة الإفريقية تحظى باهتمامات القيادة المصرية، لا سيما "الصندوق الفني للتعاون مع إفريقيا" التابع لوزارة الخارجية المصرية، والذي يشمل التعاون القضائي، التعاون الشرطي، البرامج التعليمية، المساعدات الطبية، المساعدات الغذائية، والدورات المقدمة للدبلوماسيين الأفارقة.
كما ظهر الرئيس عبدالفتاح السيسي وحوله قادة الدول الإفريقية المشاركة في منتدى "فوكاك"، حيث أظهرت إحدى الصور الملتقطة للسيسي، التفاف رؤساء القارة السمراء حوله، أبرزهم سيلفاكير، رئيس دولة جنوب السودان.
وشارك الرئيس عبدالفتاح السيسى في جلسة الحوار رفيعة المستوى بين القادة الصينيين والأفارقة، وممثلي رجال الأعمال، والمؤتمر السادس لرجال الأعمال الصينيين والأفارقة، قبيل الافتتاح الرسمي لقمة بكين 2018 لمنتدى التعاون "الصين - إفريقيا.. فوكاك".
ورأى الدكتور مصطفى أبو زيد، خبير التنمية المستدامة، أن الرئيس السيسي يحظى باحترام قادة الدول الإفريقية، حيث أدت سياسات مصر بعد ثورة 30 يونيو إلى إعلاء مبادئ التعاون الإقليمى، وتبنى دور مصري في مجال التنمية البشرية والاقتصادية في عمق القارة السمراء.
وأشار أبوزيد لـ"الوطن"، إلى أن مصر تساهم في برامج الاتحاد الإفريقى، لا سيما فى مجالات، الإغاثة، وحفظ الأمن والسلم الإفريقي، ومكافحة الإرهاب، موضحا أن السياسات المصرية تجاه القارة الإفريقية للعمل على تنميتها، لا سيما دول حوض النيل، إضافة للمبادرات والمساهمات في التجمعات الفنية والتنموية لدول القارة، خاصة دول حوض النيل مثل الأندوجو، التيكونيل.