وقف الطب عاجز أمام تفسير بعض الحالات الغريبة، التي يعتبرها العلماء والأطباء حتى اليوم بمثابة معجزة بشرية.
وكانت حالة "فينس جيج" واحدة من أكثر الحالات غرابة في العالم، كان يبلغ الخامسة والعشرين من عمره، وعمل كرئيس ورشة في عام 1848 بإحدى ولايات أمريكا.
وذات يوم كان يعمل "جيج" على تحطيم بعض الطبقات الصخرية داخل ورشته مستخدمًا في ذلك ألغام البارود، وأثناء عمله حدث خطأ غير مقصود منه جعل اللغم ينفجر بشكل مفاجئ، ما جعل أحد الأسياخ الحديدية الموجودة بالمكان تطير بسرعة البرق لتخترق رأس غيج، وفقًا لما ذكر beta.prx.org.
أدرك جميع من حوله في تلك اللحظة أن غيج قد لقي مصرعه على الفور، لكنه فاجأ الجميع بقيامه ووقوفه على قدميه وكأن شيئًا لم يكن، وسط ذهول ودهشة الجميع.
اخترق السيخ الحديدي رأس "جيج" متسببًا في تكوين ثقب واسع كبير في الفص الجبهي لدماغه، أدى إلى تدمير ذلك الفص بشكل شبه تام، وذلك ما أدهش وحير الأطباء والمتخصصين حينها، فكيف بعد حدوث ذلك يقف الرجل على قدميه وكأنه لم يصب على الإطلاق.
وبعد مرور أيام من إصابته أصيب فينس بحمى شديدة، فقد فيها قدرته على الكلام بشكل واضح، ثم دخل في غيبوبة كاملة لمدة أيام، وأدرك الأطباء أنه لن يعود للحياة الطبيعية مرة أخرى، لكن بعد مرور شهر حدثت معجزة طبية نادرة، حيث استفاق غيج من جديد، وعاد يتكلم بشكل واضح وعند فحصه، وجد أنه معافى تمامًا.
اندهش الأطباء من تلك الحالة شبه المستحيلة، ولم يجدوا تفسيرًا علميًا واحدًا يفسرها بوضوح، وعاش "جيج" حياته الطبيعية من جديد إلا أنه فقد البصر في عينه اليسرى فقط، إلى جانب وجود الثقب الواسع بجمجمته الذي جعله مصدرًا مهمًا بعد ذلك في حضور عروض السيرك ببلدته، ليتمكن الناس من مشاهدته.
وبعد مرور سنوات توفي "جيج" بسبب إصابته بداء الصرع، أما جمجمته فتم عرضها بجامعة "هارفارد" الأمريكية بجانب السيخ الحديدي الذي اخترقها.
تعليقات الفيسبوك