دي بروين: على المؤسسات الإعلامية تحقيق التوازن بين العمق والتجارة
جانب من فعاليات منتدى إعلام مصر
قال إديس دي بروين، المؤسس والمدير الإداري لمؤسسة "Journalism fund"، إن العالم أصبح في حاجة ملحة الآن لتقديم المزيد من الصحافة الاستقصائية التي تتسم بالعمق والكشف عن الحقائق، خاصة أنه يوجد حالياً العديد من المؤسسات والمنظمات الصحفية التي باتت تدعم هذا النوع من الصحافة في العديد من الدول، سواء بتوفير التدريب أو المال أو الحماية للصحفيين، مثل الولايات المتحدة الأمريكية والدنمارك وهولندا وألمانيا والمملكة المتحدة.
جاء ذلك خلال كلمته في ورشة بعنوان "صحافة العمق.. نماذج ربحية جديدة"، ضمن فعاليات منتدى إعلام مصر، الذي ينظمه النادي الإعلامي تحت عنوان "الإعلام وعصر ما بعد المعلومات.. خطوة إلى الأمام" يومي 28 و29 أكتوبر بالقاهرة.
وشدد "إديس" على أهمية تقديم التدريب المستمر للصحفيين لتمكينهم من تقديم صحافة العمق، ورفع قدراتهم على التدقيق الصحفي والبحث عن المعلومات والكشف عن الحقائق التي تهم شرائح واسعة من الجمهور، كما طالب بضرورة تحقيق التوازن بين صحافة العمق وتحقيق الأرباح، لأن جيع المؤسسات الصحفية يهمها أن تحصل على المال إلى جانب القيام بعملها المهني ورسالتها في خدمة المجتمع، مشيراً إلى أهمية تدريب الصحفيين على النماذج الصحفية الربحية، وتزويدههم بمهارات تتعلق بالإدارة والموازنات المالية، قائلاً: "كثير من الصحفيين حالمون واهتماماتهم تنصب على الكتابة والقراءة وربما الفنون، وبالتالي أغلبهم لا يحبون لغة الأرقام، لكن يجب تغيير هذه النظرة، لأنهم في النهاية يحتاجون إلى المال، وهذا أمر طبيعي".
واستعرض "إديس" تجربته في إنشاء مؤسسة "Journalism fund" بهدف دعم الصحافة الاستقصائية في أوروبا، قائلاً إن "المؤسسة تقدم منح مالية للصحفيين لمساعدتهم في القيام بعملهم، وتشترط المؤسسة نشر العمل الصحفي في عدة دول مختلفة، على الأقل دولتين"، مشيراً إلى أن تلك المنح لا تقتصر على الصحفيين الأوروبيين فقط، لكن من الممكن أن يشارك فيها صحفيين عرب، تابع: "الأمر لا يقتصر على تقديم المال، لكننا أيضاً نقدم المنح التدريبية، ونقوم بمساعدة الصحفيين في تنفيذ موضوع الصحفي بكل أشكال المساعدة التي نستطيع تقديمها".
وتوقع "إديس" انتشار نموذج المنظمات والمؤسسات الصحفية المستقلة التي تقدم المنح المالية والتدريبية للصحفيين حول العالم، الدور الذي يمكن أن يلعبه الإعلام المستقل هو مناقشة المشاكل التي تؤرق الجمهور، والبحث عن حلول لها، والرد على التساؤلات والاستفسارات لدي، مؤكداً أن قضية تمويل الصحفيين تشكل جزءاً كبيراً من مدى استقلالية عملهم الصحفي، وتوفير التمويل عبر منظمات ومؤسسات مستقلة يساهم في تحسين العمل الصحفي، بخلاف توفير المال من خلال حكومات أو رجال أعمال بأعينهم لديم مصالح سياسية أو اقتصادية.
وأضاف "إديس" أن المستثمرين حالياً لا يميلون إلى توجيه استثماراتهم للإعلام، لأن الإعلام لا يعود بالأرباح الطائلة، مطالباً المؤسسات الصحفية بضرورة العمل على تقديم منتج صحفي يتسم بالعمق، وفي الوقت نفسه مراعاة الاتجاه التجاري والتسويقي والربحي، لتحقيق التوازن بأداء الرسالة الإعلامية وفي الوقت نفسه جني الأموال لتلك المؤسسات، حتى تتمكن من الاستمرار.
إديس دي بروين هو المؤسس والمدير الإداري لمؤسسة "Journalism fund"، وهي منظمة مستقلة غير ربحية أنشئت في عام 1998، بهدف تحفيز الصحافة العميقة عبر الحدود في أوروبا، وشارك في العديد من المؤتمرات الدولية وورش العمل للحديث عن الصحافة المتعمقة، وتقديم خدمات إعلامية للمواطنين تساهم في رفع الوعي العام وخدمة المجتمع.
وتعقد فعاليات المنتدى في نسخته الأولى بحضور 500 صحفي وإعلامي، وبالشراكة مع عدد من الصحف ووسائل الإعلام المصرية والدولية، منها جريدة الوطن المصرية، هيئة الإذاعة البريطانيةBBC، موقع مصراوي، موقع يلاكورة، جريدة التحرير، وقناةTen، كما يشارك في المنتدى صحفيون من مؤسسات إعلام دولية، مثل بي بي سي، والتليفزيون الألماني، ونيويورك تايمز، وفرانس ٢٤، وهيئة تنظيم الإعلام البريطاني (أوف كوم).
ويناقش المنتدى تطورات صناعة الإعلام في العالم، وتحديات "عصر ما بعد المعلومات"، والتعرف على أحدث طرق إنتاج المحتوى، وكيفية تحقيق التوازن بين حرية الرأي والتعبير وضبط الأداء المهني لوسائل الإعلام، كما تستعرض مؤسسات محلية ودولية تجربتها في مجال الإبداع في الإعلام والاتصال.
يشار إلى أن النادي الإعلامي، هو أحد مشروعات المعهد الدنماركي المصري للحوار (DEDI)، وهو منظمة بالتعاون ما بين الحكومتين المصرية والدنماركية، وممولة من برنامج الشراكة العربية الدنماركية (DAPP) وتأسس DEDI في عام ٢٠٠٤، والمهمة الأساسية للمعهد هي: تعزيز التفاهم السياسي والاجتماعي والثقافي بين الدنمارك ومصر، وكذلك تعزيز التفاهم بين أوروبا والعالم العربي.