أبرزها "البهارات والعصائر".. سلع مضروبة للبيع في أسواق 3 مراكز بالمنيا
مصنع بئر سلم في المنيا
غزت مصانع السلع الغذائية غير المرخصة المعروفة بـ"بير السلم" في محافظة المنيا، وامتلأت الأسواق بالعصائر والمقرمشات والحلويات والزيوت والمنظفات والخل مجهولة المصدر.
وتصدرت مراكز بني مزار وسمالوط وملوي المحافظة في انتشار تلك المصانع التي تعمل دون أي رقابة صحية أو تموينية مايعرض حياة المواطنين للخطر.
يقول محمد علي، صاحب سوبر ماركت، إن معظم تجار الجملة يتعاملون مع مصانع بير السلم لسبب واحد، هو وجود فارق سعر كبير بين منتجات المصانع المرخصة وغير المرخصة، مشيرا إلى أن هناك مكاسب هائلة يحققها البعض نتيجة التعامل مع مصانع بئر السلم فعلي سبيل المثال نجد قرية الطيبة في مركز سمالوط تشتهر بوجود مصانع مرخصة للحلاوة الطحنية، وتطرح سعر الكيلو الجمله للبقال بـ 17 جنيها.
ويضيف، "في المقابل نجد في نفس المركز مصانع عدة غير مرخصة تطرح الكيلو بمبلغ 13 جنيها فقط بفارق 5 جنيهات في الكيلو الواحد".
ويتابع حسين محمد، بقال، أن "هناك سيارات ربع نقل تجوب معظم القرى محملة بمنتجات وسلع غذائية مجهولة المصدر، معظمنا يأتي من مركزي ملوي وبني مزار، ويتم التدليس باستخدام ماركات وعلامات تجارية بأسماء وهمية كما يتم التلاعب في تواريخ الإنتاج ومدد الصلاحية، حيث يتم طرح سلع مثل المقرمشات والخل والمنظفات والجبن والعصائر بأسعار متدنية جدا مقارنة بالمنتجات الأصلية".
ويشير إلى أن التعامل مع تلك المنتجات غير المضمونة يرجع إلى ضمير التاجر، لكن الزبون العادي لايعرف شيئا، مؤكدًا أن معظم السلع المجهولة المصدر تكون منتهية الصلاحية خاصة الزيوت، التي يجري طرحها في معظم بل وجميع قرى المحافظة لانعدام الرقابة التموينية على المحال الموجودة، ودلل علي ذلك أنه ذات مرة كانت تجوب سيارة محملة بالسكر بسعر 7 جنيهات للكيلو في قرى مركز ملوي، واكتشف الأهالي الذين اشتروا كميات كبيرة بعد انصراف السيارة أن السكر مخلوط بالملح، ولم يتمكن الأهالي من التعرف على هؤلاء التجار.
يقول ياسر رياض، موظف بالتموين، "مازالت الكثير من المصانع غير المرخصة تغزو أسواق المنيا، بمواد غذائية مجهولة المصدر، وبكميات هائلة، وبعضها يعمل في المناطق الصحراوية، والقرى القريبة من الظهيرين الصحراوي الغربي والشرقي، والقرى المتطرفة والنائية، وسبق وضُبط مصنع دون ترخيص، ينتج كميات كبيرة من العطارة البهارات، ليس فقط من خلال خلطها بمواد غذائية فاسدة، ولكن يتم خلط الأخشاب والصبغات والعجائن المختلفة".
ويطالب الجهات الرقابية بالتحرك السريع حفاظًا على حياة وصحة المواطنين، خاصة أن أماكن تصنيع تلك المنتجات تكون موبؤة ولا تخضع لأي إشراف صحي، ومعظم العاملين بها لا يحملون شهادات صحية، واقترح أن يشكل محافظ المنيا لجنة تضم رؤساء الوحدات المحلية بالقرى والتموين والصحة، لحصر تلك المصانع تمهيدا لغقلها مع السماح للجادين منهم والذين يواجهون صعوبات في إنهاء إجراءات الترخيص، بإعطائهم مهلة حتي يتم تقنين أوضاعهم.
ونصح "أحمد.م"، مفتش تموين، التجار والأهالي بالوعي وعدم الشراء إلا من مصادر موثوق منها، والإبلاغ عن أية مناطق بها تلك الصناعات، حرصًا على سلامة الجميع، وحتى يتثني معاقبة المتهمين الذين يحققون أرباحًا بملايين الجنيهات من خلال تلك السلع الفاسدة دون النظر إلى حياة المواطنين.
ويشير إلى أنه "قبل نحو أشهر، جرى ضبط 85 طن مكونات بهارات مغشوشة، تحوي 275.28 طن قشر فول سوداني مصبوغ باللون الأحمر على أنه كركديه، 345. 23 طن حبيبات مستديرة غير معلومة سوداء اللون معدة على أنها فلفل أسود، 10 طن دقيق مجهول المصدر، 6.239 طن فوسفات وألوان صناعية متنوعة غير مصرح بها، و5.850 طن شطة مغشوشة مخلوط عليها نشارة خشب مصبوغة باللون الأحمر، و3 أطنان حبيبات مجهولة المصدر، و750. 2 طن حبيبات مستديرة الشكل غير معلومة معدة على أنها كوسبرة".
وأضاف، أن أكثر مصانع بيئر السلم التي يتم ضبطها توجد في القرى والمناطق القريبة من الصحراء، لتسهيل عملها بدون ترخيص، وتم ضبط عشرات المصانع مؤخرًا تقوم بالغش التجاري، ولكن كانت المفاجأة بضبط مصانع تستخدم أساليبًا جديدة وشديدة الخطورة، تعرض حياة المواطنين للخطر، من خلال خلطها لمواد مجهولة المصدر والتكوين لخروج منتجات مشابهه للحقيقية، مؤكدًا أن تلك الضبطية هي الأشهر في آخر 5 سنوات بالمنيا وكشفت أسلوب جديد من أنواع غش المواطنين لتحقيق مكاسب طائلة، بالإضافة إلى إستخدام قشر الفول السوداني أحمر اللون، وخلطه ببعض المواد لإخراج ما يشبه الشطة، وكذلك عصر الكمون وإستخراج زيته ووضعه على بعض الأعشاب الأخرى وعمل كميات مضاعفة من الكمون.
يشار إلى أن مباحث التموين في المنيا، داهمت العديد من مصانع "بئر السلم"، وكان أبرزها ضبط شخصين أثناء إدارتهما مصنعًا لطحن وتجهيز البهارات دون ترخيص على الطريق الصحراوي الغربي عند مدخل مركز بني مزار، وتبين أنهما يستخدمان قشر الفول السوداني على أنه كركديه، وخلط بعض بعض المواد غير المعلومة من العجائن ليصبح مماثلًا للفلفل الأسود، واستخدام نشارة الخشب وخلطها على الكمون المصري والمستورد، وغش النباتات العطرية المختلفة بقصد الإتجار بها وترويجها لتحقيق أرباح غير مشروعة.