صراع أكاديميات الدعوة يشتعل بين المؤسسات الدينية
لقاء سابق للشيخ والوزير
بعد عدد من اللقاءات بين الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، بدأت منذ أغسطس 2016، عقب لقاء شيخ الأزهر، مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعرضه إنشاء أكاديمية للدعوة، وكان الهدف من لقاء القيادتين الدينيتين هو الاتفاق على شكل الأكاديمية، ومن سيتولى الإشراف عليها، وآليات العمل بها، وتفاءل الجميع وقتها أن الخلاف الكبير بين المؤسستين قد ينهيه التعاون بينهما في الأكاديمية الجديدة، إلا أن الأمور آلت إلى واقع أسوأ، حيث تحول الخلاف لـ"شقاق" وإنشاء كلا المؤسستين أكاديمية مستقلة بعيدًا عن الأخرى لتدريب الدعاة.
كما أعلنت وزارة الأوقاف، افتتاح أكاديمية الدعوة التابعة للوزارة بمدينة 6 أكتوبر، مطلع الشهر الجاري، حتى أصدر شيخ الأزهر قرارا بإنشاء أكاديمية الأزهر لتأهيل الدعاة، وبدأ واضحًا تعجل الأزهر في القرار، حيث لم يشمل الإعلان عن مكان الأكاديمية، ولا آليات العمل بها، ولا ما ستقدمه خلاف أكاديمية الأوقاف التي تم افتتاحها.
وحول أكاديمية الأوقاف، قال وزير الأوقاف، في تصريحات له مؤخرا، إن الأكاديمية تهدف للتدريب وتجديد الفكر الديني، بهدف التوسع في المدارس العلمية والقرآنية، والاستفادة بجهود أئمة الأوقاف، لنشر الفكر الوسطي المعتدل البعيد عن التشدد بأسلوب عصري يتماشى مع روحه ومستجداته، وحتى يكون أبناؤنا في أيدٍ أمينة، وألا نتركهم فريسة للجماعات المتطرفة.
كما أعلن وزير الأوقاف، خطة شاملة للتدريب هدفها تأهيل 3 آلاف قيادة دعوية بالوزارة من خلال برنامج الإمام المجدد، المسجد الجامع، وغيرها من المسابقات، الهدف منه تخريج إمام واعظ فحسب، مع العمل على تحويل الإمام المستنير من حالة فردية بين الأئمة إلى ظاهرة جماعية تشمل معظم أئمة المساجد، وتسعى الوزارة إلى تحقيق زمالة الأوقاف المصرية، للأئمة القادمين من الخارج بعد اجتيازهم اختبارات القبول بالدورة التي تحددها الوزارة في نوفمبر المقبل,
وشدد جمعة، على أن خريج الدورة من شأنه الحصول على شهادة الأوقاف المعتمدة على غرار الشهادات الممنوحة من الجامعات والجهات المتخصصة.
بينما أعلن الأزهر عن افتتاح أكاديميته الخاصة لتأهيل وتدريب الأئمة والدعاة يناير المقبل، وأكد بيان المشيخة، اليوم، أن أكاديمية الأزهر لتأهيل وتدريب الأئمة والدعاة والوعاظ وباحثي وأمناء الفتوى ستبدأ عملها اعتبارًا من يناير المقبل، وذلك بعد الانتهاء من تجهيز مقار الأكاديمية، وإعداد المناهج الخاصة بتأهيل وتدريب الأئمة، بحد أقصى منتصف ديسمبر المقبل، وفقًا لتوجيهات الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر.
وأوضح أن الأكاديمية تمارس عملها بالتعاون والتنسيق مع وزارة الأوقاف ودار الإفتاء والجهات المعنية بهذا الشأن، وسيعقد الإمام الأكبر اجتماعًا تنسيقيا بين هذه الجهات خلال الأيام المقبلة للاتفاق على نظام العمل بالأكاديمية ودور كل جهة منها.
ولم يتغير هدف أكاديمية الأزهر عن الأوقاف، فقال بيان المشيخة: "تهدف أكاديمية الأزهر بحسب بيان الأزهر إلى تأهيل وتدريب العاملين في مجالات الوعظ، والإمامة والخطابة، والدعوة، وأمانة الفتوى، من خريجي الكليات الشرعية والعربية بالأزهر الشريف، ونص قرار فضيلة شيخ الأزهر على تشكيل لجنة متخصصة لوضع المناهج والبرامج التدريبية الخاصة بالأكاديمية، على أن تنتهي من عملها خلال شهرين على الأكثر".
وأوضح البيان، أن أكاديمية الأزهر ستخضع من الناحية العلمية والعملية والإدارية لإشراف مجمع البحوث الإسلامية، مع الاستعانة بأساتذة جامعة الأزهر، والمتميزين من وزارة الأوقاف ودار الإفتاء.
وقال عبدالغني هندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن تشكيل مجلس أمناء أكاديمية الأوقاف التي أعلن عنها الأوقاف راعي التنوع بشكل كبير ففيه الفقهاء وأساتذة العقيدة والدعوة، كما ستدرب الأكاديمية الأئمة حول العالم، وأتمنى أن أرى لها فروع بالمحافظات.
وأضاف لـ"الوطن"، أن تدريب الدعاة يتبع الأوقاف، وكان يجب على الأزهر عدم الإعلان عن أكاديميته تلك، ولكن الجو مشحون بين المؤسستين وإعلان الأزهر جاء نكاية في الأوقاف، ويجب أن يكون هناك رشد ورسالة أخلاقية في التعامل، فالأوقاف لديها 52 ألف إمام، ولابد من إنشاء أكاديمية لتدريبهم بينما المشيخة لديها 3500 واعظ لا أكثر.
وأضاف أن هناك كان عدة لقاءات بين قيادات المؤسستين بدعوة من شيخ الأزهر، لكن لم يكن هناك مشروعًا متكاملًا، وإنما أفكار مرسلة بلا مضمون، الأمر الذي دعا الأوقاف لإنشاء أكاديميتها، والتي ستكون بلا شك تحت مظلة الأزهر، التي تجمعنا جميعا.
وقال الدكتور محيي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن الأزهر هو المسؤول الأول عن الدعوة وفقًا للدستور، ومن المقرر أن تبدأ الأكاديمية برامجها التدريبية، بالتعاون مع وزارة الأوقاف ودار الإفتاء، وغيرهما من الجهات المرتبطة بتلك البرامج التدريبية، مشيرًا إلى أن الأكاديمية تخضع من الناحية العلمية، والعملية، والإدارية لإشراف مجمع البحوث الإسلامية، فضلًا عن الاستعانة بأساتذة جامعة الأزهر والمتميزين من وزارة الأوقاف ودار الإفتاء.
كما أعلن أمين مجمع البحوث، تجهيز أول دفعة من وعاظ الأزهر ممن سيتم تدريبهم بأكاديمية الأزهر التي تبدأ فعاليتها يناير المقبل، لتأهيل وتدريب الأئمة والدعاة والوعاظ وباحثي وأمناء الفتوى.