من شائعات تجارة الأعضاء لحكم حبس الأم.. القصة الكاملة لأطفال المريوطية
صور جثث الأطفال وقت العثور عليها
"تجارة أعضاء.. خطف أطفال.. إتجتر بالبشر..."، تكهنات كثيرة شغلت الرأي العام فور نشر صور جثث لثلاثة أطفال بمنطقة المريوطية، حتى أعلنت أجهزة الأمن التوصل للمتهمين في القضية، وتقديمهم للمحاكمة، فمنذ وقوع أحداث القضية التي عرفت إعلاميا بقضية "أطفال المريوطية" في يوليو الماضي، وهي تمر بعدد من المحطات والوقائع، بداية من القبض على والدة الأطفال وصديقتها وزوج الأولى -مرورًا بالاتهامات للأم وصديقتها وزوجها بإخفاء جثث الأطفال الثلاثة عقب وفاتهم مختنقين جراء حريق شب في منزلهم بمنطقة الطالبية، نهاية بحكمها مساء أمس بحبس السيدتين 3 سنوات والمتهم لمدة سنة، وقضت أيضًا بكفالة 5 آلاف جنيه لجميع المتهمين.
البداية كانت في 10 يوليو الماضي عندما تم العثور على جثث 3 أطفال ملقاة بتقاطع شارعي الثلاثيني مع المريوطية دائرة قسم شرطة الطالبية في الجيزة، داخل أكياس بلاستيكية وسجادة في حالة تعفن وبهم آثار حروق.
-الأم المتهمة
أحد المارة تبرع بتصوير الجثث ونشر فيديو وصورًا لها على مواقع التواصل الاجتماعي، لتنهال التعليقات المؤكدة أن الجثث لأطفال تم الإتجار بإعضاءهم والبعض بدأ يتوهم وجود سفاح خطف الأطفال، ولم يهدأ الجميع حتى بدأت حيوط القضية تتكشف أمام أجهزة الأمن.
بعد الواقعة بعدة ساعات أعلنت وزارة الداخلية نجاح الأجهزة الأمنية في كشف غموض وتحديد، وضبط مرتكبي الواقعة حيث كشفت التحريات أن الأم وصديقتها وثالث هم المتهمون في الواقعة.
وأسفرت الجهود الأمنية إلى التوصل لشاهد رؤية (بائع مشروبات متجول بمنطقة العثور 53 سنة)، وبسؤاله قرر أنه حوالي الساعة 11 مساءً وأثناء تواجده في منطقة عمله شاهد دراجة نارية "توك توك"، قادمة من الاتجاه العكسي بطريق المريوطية، يستقلها سيدتان وطفلة وقامتا بإلقاء سجادة و2 كيس بلاستيك أسود وانصرف سائق الـ"توك توك"، ثم استقلت السيدتان والطفلة "توك توك" آخر.
فيما أدلت المتهة "أماني م."، 36 سنة، والدة أطفال المريوطية الثلاثة الذين عُثر على جثثهم باعترافات تفصيلية بالواقعة، مؤكدةً أنها حضرت للإقامة في الشقة التي شهدت الواقعة منذ شهر واحد مع صديقتها التي تعرفت إليها منذ فترة قريبة.
أضافت المتهمة وشهرتها "منال" أنها تعرفت إلى صديقتها داخل ملهًى ليليّ: "كنت بشكيلها ظروفي قالت لي تعالي أسكني معايا في الشقة، أنا قاعدة لوحدي"، وأشارت الأم إلى أنها تركت زوجها الأول وكان يعمل مطربًا شعبيًا: "طفشت من 15 سنة لأن معاملته كانت سيئة، وكان ناشف وبيعذبني"، موضحة أنها ارتبطت بـ3 رجال آخرين وتزوجتهم عرفيًا.
وعن سبب إلقاء جثث الأطفال قالت الأم إنها خافت من المسائلة القانونية بسبب طبيعة عملها، وارتكابها أخطاء قانونية حيث إنها قيدت طفليها المجني عليهما باسم رجل آخر غير والدهما، كما أن الطفل الثالث قيدته من زوجها عرفيًا ويدعى "عزام. م"، 25 سنة مقيم بالهرم.
تابعت الأم أن لديها ابنة "نيللي"، 9 سنوات، من زوجها الأول وأنها كانت تحبها، وتخشى على مستقبلها ما كان دافعًا لارتكاب الواقعة.
وذكرت الأم أن أطفالها المجني عليهم هم: "محمد حسان، 5 سنوات، وأسامة حسان 4 سنوات، وفارس عامان، وغير مُقيد بسجلات الأحوال المدنية.
كشف التقرير المبدئي للطب الشرعي حول حادث المريوطية سبب وفاة الأطفال الثلاثة الذين عثرت الأجهزة الأمنية على جثثهم اليوم بجوار سور فيلا مهجورة بالمريوطية بالهرم، أنه ناتج عن حروق واختناق بدخان، ولا توجد أي جروح أو مظاهر لسرقة الأعضاء البشرية.
وأوضح التقرير أن الأطفال الثلاثة أعمارهم عام ونصف، وعامين، و5 أعوام ونصف، مضيفًا أنه جرى أخذ العينات اللازمة من الجثث لتحليلها.
وأشار التقرير إلى أن فريق الأطباء الشرعيين انتهى من التشريح، وثبت وصول ألسنة اللهب إلى أجساد الأطفال الثلاثة واختناقهم، مشيرًا إلى أن السيناريو المتوقع أن الأطفال كانوا محتجزين داخل مكان ونشب حريق، ما أدى إلى وفاتهم متأثرين بالنار والدخان.
في 17 يوليو، تسلمت النيابة العامة تقرير مصلحة الطب الشرعي بشأن نتائج التحاليل في القضيةحيث تضمن قيام الفريق الطبي بسحب ثلاثة عينات من الأطفال الثلاثة والأم المتهمة "أماني م. أ." عاملة بفندق، وزوجها "حسان ع. إ."، وذلك لعمل تحليل البصمة الوراثية لهم "DNA".
وأوضح التقرير أن الأطفال الثلاثة أخوة من الأم ولا يربطهم عصب واحد، بمعنى ليسوا من أب واحد، كما ثبت من التحليل أن "حسان" لا تربطه أي صلة بالأطفال الثلاثة، وأنهم من ثلاث آباء آخرين.
وفي نهاية يوليو الماضي، أحالت النيابة العامة المتهمين في القضية للمحاكمة العاجلة، بعدما وجهت لهم اتهامات الإهمال الذي تسبب في وفاة الأطفال، وعدم إبلاغ السلطات بواقعة وفاتهم، وإلقاء الجثث دون دفنها بالطريقة الشرعية، وتزوير في أوراق رسمية.
وخلال ثاني جلسات القضية، وصل إلى محكمة الجيزة الابتدائية المتهمون لحضور ثاني جلسات محاكمتهم في اتهامهم بالقتل الخطأ وظهرت المتهمتان الرئيسيتان في الواقعة ترتديان ملابس الحبس الاحتياطي البيضاء، وحرصتا على ارتداء الحجاب، وجلس المتهمون جميعًا داخل قاعة محكمة جنح الطالبية والعمرانية، وسط حراسة أمنية مشددة، وظلوا يتناقشون مع الفريق القانوني حول موقفهم.
وأسدل الستار على القضية مساء أمس، وأصدرت محكمة جنح الطالبية والعمرانية برئاسة المستشار محمد بحر، حكمها بالحبس 3 سنوات لكلًا من "سهى. ع"، و"أماني. د"، كما قضت على المتهم "م. إ" زوج المتهمة الأولى بالحبس سنة، وقضت أيضًا بكفالة 5آلاف جنيه لجميع المتهمين.