نائب رئيس مجلس الدولة: مصر استوت على قمة العالمين العربي والإسلامي
الرئيس السيسى والمستشار خفاجى
أكد الدكتور محمد عبدالوهاب خفاجي نائب رئيس مجلس الدولة، أن استضافة مصر لمنتدى شباب العالم في نسخته الثانية خلال الفترة من 3-6 نوفمبر الجاري، بأرض السلام مدينة شرم الشيخ بجنوب سيناء، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، يهدف إلى التحاور حول القضايا الدولية والعالمية التي تهم الشباب وتؤثر فيهم عالميا.
وأضاف الدكتور محمد خفاجي، في الجزء الخامس "مساهمة القاضي الإداري في بناء الشخصية المصرية في مجال التسامح الديني والحفاظ على نسيج الوطن ومواجهة التطرف والإرهاب"، من البحث الذي أعدّه بعنوان "المدخل في فلسفة وفكر القاضي الإداري تجاه قواعد بناء الشخصية المصرية وإعدادها.. دراسة تحليلية في ضوء الواقع والمأمول"، أن الإنسان المصري هو الذي وضع جغرافية جديدة غير مسبوقة نطلق عليها تسمية "الجغرافية الإنسانية والاجتماعية"، وارتبط هذا المفهوم بفلسفة العمران وهو التوجه الذي يقوده حاليا الرئيس عبد الفتاح السيسي ويضع فلسفة جديدة تحول دون اضمحلال بقايا الفكر العمراني المستند إلى الفكر الحضاري، وهو ما يجعل مصر مؤهلة بهذه المنظومة إلى دخول عصر الانطلاقة بمفاهيم ومناهج تجمعت من بين خلال التجربة التي جعلت أن هناك نوع من الصداقة الإنسانية والعلاقة البشرية بين الأرض والإنسان، وقد دخلت هذه الفلسفة إلى عالم العلوم المركبة بدأت فيها الهندسة هي الأكثر تركيبا، ثم تلتها باقي العلوم الإنسانية التي تستلزم تدرج الخريطة الإنسانية الطبيعية وتطبيقاتها والسلالية وتفاعلاتها مع الأرض واستثمارها، تحت أفكار السهولة والصعوبة والتحدي، التي جعلت من أرضنا أشبه بنهر متدفق للمعرفة وربطها بالتغير المنشود.
وأضاف أن القيادة السياسية تملك الرؤية من منظور فكري لعلماء لهم قدراتهم ومكانتهم الإصلاحية أحدهما في عالم البناء والهندسة الإنشائية، هو الدكتور ميلاد حنا الذي يعتبر واحدا من ألمع المفكرين بمزاق سياسي في تنمية المجتمع، والثاني هو عالم الجغرافيا والمفكر والفيلسوف الدكتور جمال حمدان أحد كبار المفكرين الاستراتيجيين الذي جعل من الجغرافيا رؤية استراتيجية متكاملة للمقومات الكلية لكل تكوين جغرافي وبشري وحضاري.
وذكر نائب رئيس مجلس الدولة، أن مصر استوت على قمة العالمين العربي والإسلامي، ليس فقط بكثافة سكانها وموقعها المتميز، وإنما بحضارة تليدة وموروث ثقافة جعلت منها في ثورات العرب وحروبهم وبانتصاراتهم، الدولة القائدة وفي ميدان السلام والتعاون العربي بين دول العالم الدولة الرائدة، فإن تعبير شعبها المعطاء – وقاضيها الإداري جزء من هذا الشعب - عن مكنونه في مسألة مصيرية تتعلق بالمخاطر التي تحاك للأمة العربية والإسلامية والإرهاب الموجه لمصر أو إحدى البلاد العربية والإسلامية بات أمرا لازما ليتشارك مع الموقف الرسمي للدولة في نبذ كل عدوان أو تهديد به، ينال مصر أو أحد الشعوب العربية وهو موقف مسبوق من مصر العربية في قريب المشكلات العربية وبعيدها.
وأوضح الدكتور محمد خفاجيي، أن القاضي الإداري ساهم في بناء الشخصية المصرية والحفاظ على طهارة وقدسية المساجد والكنائس بحظر إقامة الملاهي الليلية بالقرب منها برشيد وكفر الدوار، ولحسن الطالع فقد كان يوم صدور حكم المسجد هو ذات يوم صدور حكم الكنيسة وكأن الله عزوجل شاء أن يعطي رسالة للمصريين بتوحد المساجد والكنائس كدور للعبادة في محراب العدالة، وقد كان القاضي الإداري واعيا مدركا بأهمية الرسالات السماوية الثلاث وممارسة الشعائر الدينية لها كحق دستوري، فحظر إقامة الملاهي الليلية أو قاعات الحفلات والأفراح بالقرب من دار العبادة سواء كانت كنيسة أو مسجدا مناطه هو الحفاظ على وقار دور العبادة وطهارة ممارسة الشعائر الدينية بها دون تفرقة وهذا الوقار يتوافر للمسجد كما يتوافر للكنيسة أيضا، فكلاهما دار عبادة ويتمتعان بالحماية ذاتها التي أوردها القانون والدستور.
وتابع: "القاضي الإداري في سبيل حفظه للنسيج الوطني كبناء للشخصية المصرية سواء للمسجد أو الكنيسة، ذهب إلى أن الحفاظ على وقار دار العبادة وطهارتها وقدسيتها سواء كانت مسجدا أو كنيسة لا تحسمها قياسات حسابية منضبطة بأرقام محددة، فالأمر مردّه إلى ظروف كل حالة وطبيعة النشاط بالملهى، فذلك مردّه إلى ما تقدّره جهة الإدارة بعد إجراء المعاينة على الطبيعة من معايير للحفاظ على دار العبادة في ضوء النظام العام والآداب العامة".