بريد الوطن| فذاك العشق حقاً..
الكعبة المشرفة - صورة أرشيفية
من منا لا يتأثر وهو يسمع سيدة الغناء العربى تشدو أغنيتها الجميلة «القلب يعشق كل جميل»؟ من منا لا تدمع عيناه وهو يمنِّى النفس بزيارة قبر الرسول والروضة الشريفة؟ حتى عام مضى وأنا أسمع ولا أتذوق حتى يسَر الله لى زيارة بيته، أمنية لطالما رددت نداءها فى كل سجدة بين يدى الله.. نزلت فى البداية بمدينة رسول الله.. كم هى الراحة النفسية وأنت تخلع كل همومك وأنت بجوار الحبيب المحبوب.. وأنت تعامل أهل المدينة الكرام بطباعهم اللينة، كم تمنيت أن تدوم الزيارة ولا أغادرها أبداً!
وكعادة الأشياء الجميلة أسبوع واحد لا أعرف كيف انقضى.. وها نحن نذهب لمكة المكرمة لأداء مناسك العمرة.. لن أتحدث عن مشاعر الهيبة وأنت ترى الكعبة المشرفة، ما هذا التعظيم والإجلال الذى يحيط بقلبك تجاهها وأنت تراها لأول وهلة.. لكنى أتحدث عن حكايات الشوق التى سمعت بها من ذويها.. أم مصرية تخطت الستين عاماً تجلس على كرسى متحرك «ودِّينى يا بنى لآخر الشارع»، وعند آخر الشارع أكمل بها إلى الطابق الثانى للحرم الشريف ونتبادل الحديث.
أم فقدت ابنها منذ 27 عاماً، ومن هذا التاريخ وهى تأتى كل عام لأداء العمرة فى شهر رمضان التماساً منها أن يصل ثوابها له.. ما أجمل مشاعر الأمومة حقاً! تستحق كل أم أن تكون الجنة تحت قدميها.. ما أجمل الوفاء لفقيد ما زال حياً فى القلب! ما زالت روحه تعيش معها، تركتها أمام الكعبة بعد أن طلبت منها الدعاء. وها أنا بعد عودتى الشوق يعبث بقلبى لتكرار الزيارة، كم هم مثلى قلبهم يشتاق، أم ثكلى وشيخ هرم وشاب أدماه الشوق!
محمد فهمى سويلم - محام – المنوفية
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com