جاء للدنيا في مثل هذا اليوم من عام 1933، الموسيقار الكبير ميشيل المصري، صاحب الألحان الشهيرة لعدد من تترات المسلسلات التي لم ينسها الجمهور وما زالت عالقة بالأذهان رغم مرور زمنٍ طويلٍ عليها، مثل "ليالي الحلمية" و"من الذي لا يحب فاطمة" و"عائلة الحاج متولي"، والذي رحل عن الدنيا يوم 30 يونيو الماضي، بعد صراع طويل ومرير مع المرض.
وشارك الموسيقار الراحل مع كوكب الشرق السيدة "أم كلثوم" في حفلاتها الأخيرة، مصاحبا لها في تسجيلات أغانيها الشهيرة "أغدا ألقاك، ومن أجل عينيك، ويا مسهرني، وليلة حب"، كما يعد من أبرز العازفين في تاريخ الفرقة الماسية.
إلا أن هناك محطة بارزة في حياة ميشيل المصري لم يمر له حوارٌ أو حديثٌ إلا ويذكرها بمزيدٍ من الفخر والاعتزاز والتقدير، حين سافر إلى لبنان وعزف مع فرقة الرحابنة بمصاحبة "فيروز"، في الفترة من عام 1968 وحتى عام 1970.
يحكي الموسيقار الكبير عن الرحابنة في أحد حواراته التليفزيونية: "أهم حاجة بتميزهم إنهم مرتبين ومنظمين ومنضبطين ومنظمين"، مشيدًا بالموسيقى التي قدموها وأنها رغم خصوصيتها، إلا أنها تشبه كثيرًا الموسيقى الغربية من حيث التنظيم والانضباط، وأنها على قواعد سليمة لذلك عاشت وبقيت طويلًا.
"عملنا رحلة من أغادير آخر بلدة في المغرب لحد ما وصلنا آخر ولاية في تونس من ناحية ليبيا" هكذا تحدث الموسيقار الراحل عن أفضل ما قدمه مع الرحبانية، وعبر عن فرحته بتلك الرحلة الموسيقية التي قطعت المغرب العربي بأكمله واستغرقت شهرين من الزمان، حيث وصفها أنها كانت "ممتعة جدًا".
من جانبه، الناقد الفني طارق الشناوي قال إن الموسيقار الراحل ميشيل المصري، عمل مع أعلى قمتين غنائيتين في العالم العربي، كوكب الشرق أم كلثوم، وجارة القمر فيروز بجوار الرحبانية لأنه كان "عازف استثنائي".
وأضاف الشناوي في تصريحات سابقة لـ"الوطن" أن ميشيل المصري عمل مع الرحبانية، لأنه كان "مطلوبًا"، وبمجرد وصوله إلى لبنان وجد عرضهم أمامه للعمل معه، وقضى معهم فترةً يعتبرها ممتعة وجميلة، مؤكدًا أنه لم يتبوأ المكانة التي يستحقها في تاريخ الموسيقى العربية بسبب تجنبه للأضواء وعدم حبه للشهرة، وأن أعماله اشتهرت أكثر منه لهذا السبب.
تعليقات الفيسبوك