"خربوها وسنبنيها".. عراقي يحكي تجربة الموصل مع الإرهاب بـ"شباب العالم"
كرم الشاب العرقي المشارك بمنتدى الشباب
"سلام عليكم من من الموصل الحدباء إلى مصر الحضارة، هو سلام من المدينة الحزينة، جئت إليكم حاملا رسالة من مدينة دمرتها الحروب، وعاشت أسواء الحروب في هذا القرن، وهي حربها مع تنظيم داعش، خرجت مدينتا الموصل وهي محطمة بعد معركة تحريرها والتي استمرت 196 يوما"، بهذه الكلمات سيفتتح الشاب العراقي كرم الشنكالي، البالغ من العمر 29 عامًا، كلمته خلال جلسة دور قادة العالم في بناء واستدامة السلام، بمنتدى شباب العالم.
بعد استيلاء "داعش" على الموصل، قرر عدد من المواطنين الفرار إلى مناطق أكثر أمنا، إلا أن "الشنكالي"، كان له اتجاه آخر لمساندة وطنه، فعمل على إنشاء فريق تطوعي لمساعدة العائلات المتضررة، والعمل على تغيير طريقة تفكير الشباب من الوحشي إلى السلمي عبر الفن.
التعبير عن معاناة بلاده مع الحرب والتوعية بأضرارها، والرغبة في تمثيل بلاده في هذا المحفل الكبير، كان هدف الشاب العراقي في تمثيل بلاده، "في خلال عملية تحرير الموصل تدمر 6 جسور، و9 مستشفيات، و75 مركز صحي، و70 دار عبادة للمسلمين والمسحين، بالإضافة إلى 4 محطات كهرباء، و4 كليات، و12 معهد، و88 ألف كتاب، فضلا عن آلاف النازحين والقتلى والجرحى والجثث التي تتواجد تحت الأنقاض.. كل ذلك فقط خلال عملية التحرير.. أي معاناة أكثر من ذلك".
ويتمنى الشاب العشريني بعد مشاركته تجربته القضاء على الحروب في كل العالم، والخروج بتوصيات من المنتدى تعالج الآثار النفسية والحضارية التي تدمرت نتيجة الحروب والصراعات، "أسوء عدو للدول هو الإرهاب، الذي يجب أن يتكاتف أبناء الوطن الواحد للوقوف لمواجهته والتصدي له".
ورغم كل المعوقات التي تعيشها العراق إلا أن الشباب العراقي يعمل على إعادة إعمارها، "يبذل الشباب في العراق جهودا كبيرة، تكاد توازي جهود الحكومات، حيث عملوا على إزالة الأنقاض، وفتح الطرق، وإعادة شبكات المياه إلى بعض المناطق، كما يعملون على محاربة الفكر المتطرف ونشر فكر المحبة والسلام، فالجيوش العسكرية تهزم الإرهاب عسكريا، لكنها لن تسطيع هزيمة فكر الإرهاب".
ومن المقرر أن يختم "الشنكالي"، خطابه بمنتدى الشباب، قائلا، "قبل أن أصعد إلى منصتكم اتصل بي أحد الأصدقاء ليخبرني، أنه بعد مرور أكثر من عام من البحث عن أخيه، تم العثور على جثته، الذي كان يحلم بحياة هادئة مستقرة في وطنه ووسط أهله وأصدقائه".