بأمر القانون المحلات فى ألمانيا تغلق فى وقت مبكر
لا يعلم الكثيرون ممن لم يحظوا بزيارة ألمانيا ومدنها الكبرى، مثل برلين وهامبورج وميونخ وكولونيا، أنّها تغلق محالها في منتصف النهار.
وقد يبدو الأمر صارمًا، لكنّ الحقيقة هي أن المدن الألمانية تخلو من كل شيء تقريبًا يوم الأحد، بل إنّ محلات بيع الخبز التي تُفتح في الثامنة صباحًا تُغلق في منتصف النهار، وهذا القانون ليس جديدًا، إلا أن السلطات تشددت في تطبيقه منذ العام الماضي، بحسب "دويتش فيله".
وكثيرًا من أصحاب المحلات معنيون بالعمل في يوم الأحد، يفتحوا محلاتهم بشكل شبه قانوني، فيتركون الباب مواربًا وضوء صغير داخل المحل، ولا يفتحوا كل الواجهات الزجاجية ولا ينيرونها، وأكد أغلبهم أن يوم الأحد أفضل الأيام في البيع.
ورغم أن مواعيد البيع واضحة وصريحة، إلا أن محلات بيع المواد الغذائية الكبرى لها استثناءات خاصة بناءً على طلبات المناطق السكنية وطبقًا لالتماس رسمي يتقدم به مدير الفرع في منطقة معينة، فتتحول ساعات الفتح عادة من الساعة السابعة صباحًا حتى التاسعة أو العاشرة ليلاً، بدلاً من الثامنة مساءً، ويمكن أن تخصص لها أوقات إضافية في بعض المدن وزارة العدل الاتحادية بالتعاون مع جمعية حماية المستهلك.
وينص قانون العاصمة على أنه "يجب أن تبقى محلات البيع التي تتأخر في الإغلاق ليلاً في برلين مغلقة يوم الأحد، وينطبق هذا على المحلات التي تبيع أكثر من مجرد الزهور والصحف والخبز ومنتجات الألبان، وهذا الأمر يطبق بموجب قرار المحكمة الإدارية العليا".
أما الصيدليات، فهناك جداول معلنة لأيام العطل، وبعض الصيدليات تتقاضى أسعار دواء مضاعفة في أيام العطل،أما العيادت فتغلق بالكامل، لكنّ المستشفيات تبقى عاملة وتستقبل الطوارئ.
أما محطات الوقود تفتح لمدة 24 ساعة طوال الإسبوع، إلا إذا رغب صاحب المحطة الخاصة في إغلاقها في أوقات وأيام يحددها هو، أما منافذ البيع والمطاعم ومحلات الخدمات في المطارات وفي مدن السياحة، فلها قوانينها الخاصة بتوقيتات الفتح والإغلاق.
وكذلك رياض الأطفال لها توقيتات خاصة لتناسب اوقات عمل أولياء أمور الأطفال، حيث تفتح من الساعة السابعة صباحًا، إلى الساعة الرابعة والنصف باستثناء يوم الجمعة التى تغلق فيه الساعة الثانية والنصف بعد الظهر، وإذا رغب أولياء الطفل أن يُحضروا طفلهم قبل هذا الوقت، فعليهم أن يتعاقدوا مع مربية مستقلة مختصة تحضر في الدار لرعاية الطفل، وينظم ذلك بقوانين خاصة.
وفيما يخص المصالح الخدمية والفنيين وأصحاب المهن الذين يتوجب عليهم الذهاب إلى البيوت والمحلات والإدارات والمصانع لتقديم خدماتهم، ومحلات الحلاقة والخياطة والإسكافية ومحلات السمكرة والنجارة والحدادة وتصليح المعدات والسيارات، فكلها تعمل بتوقيتات متفاوتة غير محددة توضع من قبل أصحاب المصالح وطبقاً لاحتياجات الناس وطلباتهم.
ومراكز الخدمات الرسمية، الشرطة والإطفاء والمستشفيات، تفتح وتقفل في أوقات متفاوتة من أيام الأسبوع، دون أن يكون لها يوم عطلة حتى في الظروف الخاصة، وهكذا تبدأ عملها في أوقات مبكرة جدًا، وتغلق في أوقات متأخرة جدًا.
أما الكنائس والمساجد والكنس ودور العبادة تُفتح وتُغلق حسب المراسم الدينية، وحسب أوقات حضور المؤمنين من زوار مراكز العبادة.
ودخل قانون إغلاق المتاجر حيز التنفيذ في "ألمانيا الغربية" سابقا عام 1956، وبقي هذا القانون على ما هو عليه مع تعديلات طفيفة فقط حتى عام 2006، وبالإضافة إلى هذا القانون، فإن المادة 140 من دستور ألمانيا "القانون الأساسي" (Grundgesetz) تنص على أن يوم الأحد هو يوم راحة، تماماً مثل الكتاب المقدس. لم يكن هذا هو الحال في "ألمانيا الشرقية" السابقة، التي كانت تسمح بالتسوق يوم الأحد حتى إعادة توحيد ألمانيا، حيث بدأت بتطبيق نموذج ألمانيا الغربية.
تعليقات الفيسبوك