«شباب العالم».. مصر تصنع قادة مبدعين للمستقبل من أرض السلام
09:43 ص | الأحد 04 نوفمبر 2018
منتدى شباب العالم 2017
الشباب هم القوة الضاربة التى يمكن الارتكاز إليها للخروج عن المألوف وتحقيق قفزات كبيرة فى أوقات قياسية، فهم لا يعترفون دائماً بالمنطق ولا يتعاملون وفق الأدوات التقليدية المتعارف عليها، كما أن تحفيزهم على الإبداع فى المجالات المختلفة سيسهم فى إنتاج أفكار ريادية قد تؤدى إلى تغيير شكل الحياة فى المجتمع والعالم ككل.
ويمتلك العالم اليوم أكثر من 1.8 مليار شخص تتراوح أعمارهم بين 10 و24 سنة، وهو ما يمثل أكبر جيل من الشباب فى التاريخ، يتركز نحو 90% منهم فى الدول النامية. ويتميز شباب هذا الجيل بالارتباط ببعضهم البعض، كما لم يحدث من قبل، من خلال وسائل التواصل الإلكترونى، والمحافل الدولية، مثل منتدى شباب العالم، الذى تنظمه الحكومة المصرية حالياً فى مدينة شرم الشيخ، وتستمر فعالياته حتى الثلاثاء المقبل، الأمر الذى يُيسر عملية انتقال الأفكار، وتداول النقاشات وتبادل الخبرات بين شباب العالم أجمع، فى إطار عالم تحكمه العولمة، وتسيطر عليه التكنولوجيا شديدة التقدم.
ولقب صندوق النقد الدولى مصر بـ«الدولة الفتية»، نظراً لوجود شريحة كبيرة من الشباب، الذين تعول الدولة عليهم فى تحقيق الطفرة التنموية المنتظرة، حيث يمثل الشباب نسبة 60% تقريباً من إجمالى السكان، يمكن أن يتم استغلالها بشكل يحقّق نقلة نوعية وهائلة، كما تم فى العديد من الدول؛ أبرزها «الصين وإندونيسيا وماليزيا».
دينا شريف: «المنتدى» فرصة لتسويق الشباب المصرى عالمياً.. والدولة لعبت دوراً كبيراً فى تمكينهم.. وحنان عبدالمجيد: «تبادل الثقافات» و«تعزيز التعاون بين الشباب» أبرز مكتسبات المحفل العالمى.. وميرفت سلطان: الشباب المحرك الرئيسى للتنمية.. ومبادرات الدولة أحدثت نقلة نوعية فى مشاركتهم الاقتصادية
وشهدت الفترة الأخيرة تنامياً كبيراً فى اهتمام القيادة السياسية بالشباب المصرى، حيث تنوّعت وتعدّدت البرامج التى تطرحها الحكومة المصرية لتنميتهم، أبرزها «البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب» و«الأكاديمية الوطنية للشباب».
من جانبها، قالت دينا شريف، الشريك المؤسس لشركة «Ahead of the curve»: إن منتدى شباب العالم فرصة لتعريف العالم بالشباب المصرى وابتكاراتهم وإظهار النماذج المشرفة المصرية للعالم، بالإضافة إلى فتح مجالات نقاشية عن مدى تطور الأفكار فى العالم وإمكانية تطبيقها فى مصر من خلال الطاقات الشبابية الهائلة.
وأشارت إلى الدور الكبير الذى تقوم به الدولة فى دعم التمكين الاقتصادى للشباب، وخلق بيئة مناسبة لتنمية مهارات الشباب ليتمكنوا من تأسيس شركاتهم الخاصة بمساعدة حاضنات الأعمال المختلفة، مضيفة أن ريادة الأعمال الحل الأمثل للتغلب على البطالة بين الشباب، بالإضافة إلى تمكينهم اقتصادياً.
فيما أوضحت حنان عبدالمجيد، رائدة الأعمال المصرية ومؤسس صندوق «كاميليزر» للاستثمار، أن منتدى شباب العالم يُعتبر فرصة متميزة للشباب المصرى للاطلاع على ثقافات مختلفة، وبناء علاقات مع شباب من جنسيات أخرى دون الحاجة إلى السفر، الأمر الذى يسهم فى تنمية مهارات التواصل لديهم وتوطيد سبل التعاون فى ما بينهم.
وقالت إن الشباب المصرى مبتكر ولديه أفكار ريادية، لكنه يواجه العديد من العقبات، أهمها التمويل، وذلك فى ظل غياب قوانين تمويل المخاطر، الأمر الذى يدفع الكثير من الشباب للبحث عن فرص تمويلية خارجية تتبنى أفكارهم، وهو ما يفقد مصر العديد من الفرص الاستثمارية، مشيرة إلى الدور الكبير الذى يلعبه الإنترنت ومنصات التعليم الإلكترونى فى إكساب المهارات والمعرفة للشباب، بما يتوافق مع متطلبات الثورة التكنولوجية القادمة.
إبراهيم العربى: تشجيع الشباب على «العمل الحر» يصنع جيلاً من المبدعين.. و«غرفة القاهرة» مستعدة لدعم المشروعات الناشئة.. ونرمين أبوالعطا: «الفشل» كابوس يطارد الأفكار المبتكرة للشباب ونهيئ البيئة المناسبة لتنفيذ مشروعاتهم
من جانبه، قال إبراهيم العربى، رئيس غرفة القاهرة التجارية، إن الشباب عِماد أى مجتمع متطور، لذا تهتم الدولة المصرية بالشباب وتعمل على توسيع مداركهم وانفتاحهم على ثقافات العالم المختلفة وبناء سبُل تعاون مع الشباب من جنسيات مختلفة من خلال عقد منتدى شباب العالم للمرة الثانية.
وأشار إلى جهود الدولة فى تشجيع الشباب من خلال دعم المشروعات الصغيرة التى تمكنهم من تنفيذ الأفكار الإبداعية، كما يوجد بنك للأفكار وتدريبات متاحة ودراسات لمشاريع صغيرة تتوافر فى «وزارة الاستثمار» و«الصندوق الاجتماعى»، بهدف تشجيع الشباب على تأسيس مشروعات خاصة بهم. وتابع: «تقدم كذلك الغرف التجارية خدمات كثيرة للشباب، أبرزها توفير مركز تدريب لهم ومساعدتهم فى عمل دراسات الجدوى الخاصة بمشاريعهم».
وأوضح أن الدولة تعمل على زيادة خلق فرص عمل من خلال تشجيع الاستثمار، خاصة بعد تعديل «قانون الاستثمار» وإنشاء «مدن صناعية متخصّصة» فى جميع أركان الجمهورية، بما سيدعم بدائل التوظيف أمام الشباب، ويقود لاكتشاف كوادر أكثر إبداعاً.
فيما قالت نرمين أبوالعطا، مستشارة وزير التجارة والصناعة، إن العنصر البشرى هو أساس تطور وتقدم المجتمعات، الأمر الذى دفع الحكومة المصرية فى الوقت الحالى لتنميته ورفع كفاءته وتوليد فرص عمل جيدة للأفراد، لكى يتمكنوا من الحصول على دخل مناسب.
وأكدت أن دعم قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسّطة ومتناهية الصغر، يعد محوراً رئيسياً للتحول الاقتصادى الذى تشهده مصر حالياً بهدف مواكبة التطورات العالمية.
وأكدت أن الحكومة تسعى لخفض معدل البطالة الذى وصل إلى 9.9% فى الربع الثانى من عام 2018، كما أنها تطمح لزيادة فرص جذب الاستثمارات الخارجية عن طريق تطور الجانب التشريعى وتيسير الإجراءات، بجانب التطوير الرقمى وتعدّد أساليب التكنولوجيا الحديثة، بما يعنى خلق فرص أكبر للشباب وتمكينهم من لعب دور أكبر فى بيئة العمل والإنتاج.
وأشارت إلى أن هناك أفكاراً عديدة وإبداعية لدى الشباب تحتاج إلى اتخاذ خطوة جادة، وإلى جرأة فى الإقبال على المخاطرة والمغامرة.
وأضافت أن الشباب هم العنصر الأكثر قابلية على خوض المخاطرة فى المجتمع، لذا من المتوقع أن يكونوا هم الأكثر قدرة على تحقيق الدخل المرتفع والثروة فى المستقبل، مؤكدة أن الوزارة تقدم كل ما لديها بهدف دعم الشباب وتمكينهم وتأهيلهم مهنياً، بما يتناسب مع الثروة الصناعية الرابعة التى انطلقت وتستهدف تغيير مفاهيم وأساليب الإنتاج حول العالم.
قالت ميرفت سلطان رئيس مجلس إدارة بنك تنمية الصادرات: إن الشباب هم الداعم الرئيسى للاقتصاد الوطنى، حيث تعول عليهم الدولة فى زيادة الإنتاجية لزيادة الصادرات المصرية، مشيرة إلى الاهتمام الكبير الذى توليه الدولة لدعم ريادة الأعمال، سواء فى مجال التكنولوجيا والمشروعات الصغيرة أو المجالات الأخرى، مشيدة بمنتدى شباب العالم ودوره فى تنويع ثقافة الشباب وتبادل الأفكار والخبرات، بالإضافة إلى دوره فى وضع مصر على القائمة السياحية للعالم، وخريطة ريادة الأعمال إقليمياً ودولياً.
وأشارت إلى أنه يجب الاستفادة من خبرات الشباب الذين درسوا فى جامعات أجنبية، ونقل الخبرات والمهارات التى اكتسبوها إلى داخل الدولة، فضلاً عن قدرة هؤلاء الشباب فى تعزيز مسيرة التنمية فى مصر، وابتكار مشروعات ريادية جديدة، على غرار البيئة الاستثمارية المتطورة فى البلدان التى درسوا فيها.
وأضافت أن بنك تنمية الصادرات أطلق منتجاً باسم «EXPO STAR»، لخدمة المشروعات الصغيرة فى جميع المجالات، خاصة صغار المصدرين، وفقاً لمبادرة البنك المركزى، حيث إن البرنامج يقدم دعماً تمويلياً بفائدة 5%، مما يساعد فى خدمة الشباب ورواد الأعمال، بالإضافة إلى أن مصرفها يدعم أيضاً النموذج المصرفى «Ebsm» الخاص بشباب الجامعات منذ أكثر من 4 سنوات، بالإضافة إلى دور البنك فى تدريب وتوعية الشباب بالعمل المصرفى.