إعلاميون ومفكرون يحتفلون بمرور 58 عاما على بث إذاعة صوت فلسطين
مفكرى وإعلاميين فلسطين داخل استوديوهات ماسبيرو
على مدار أسبوع كامل، احتفلت إذاعة صوت فلسطين، التابعة لشبكة صوت العرب، بالذكرى الـ58 لبث إرسالها من القاهرة، وذلك داخل استوديو الإذاعة بماسبيرو.
وشارك في هذه الاحتفالات نخبة كبيرة من مفكري "فلسطين"، وقال الدكتور عبدالكريم سبير، رئيس التجمع الفلسطيني وخبير القانون الدولي، إن "صوت فلسطين" كانت أول منبر إعلامي يدافع عن القضية الفلسطينية، بعدما أصدر الزعيم جمال عبدالناصر قرار إنشائها عام 1960، فهي صوت يصل إلى الجماهير الفلسطينية في الداخل والخارج.
وأضاف: "رغم كثرة عدد الإذاعات التي تهتم بالشأن الفلسطيني حاليا، تبقى صوت فلسطين هي الأصل، حيث تعد مصدرا للمعلومات الدقيقة عن تطورات القضية الفلسطينية وأعمال المقاومة ومتابعة أحوال الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، كما تنقل جرائم الجيش الإسرائيلي لحظة بلحظة في الأراضي المحتلة ومحاولات طمس هوية المقدسات".
ولفت إلى أن إذاعة صوت فلسطين، تتواصل معنا كفلسطينيين سواء كنا في داخل البلاد أو في مصر أو خارجها، وتتابع الشأن الفلسطيني من المصدر الأساسي للمعلومة.
وتابع: "ورغم الإمكانيات البشرية الهائلة بإذاعة فلسطين فإنها تعاني من ضعف في اللوجيستيات، وأدعو القيادة السياسية في مصر ممثلة فى الرئيس السيسي أن يدعمها، وأنا على ثقة تامة في أنه سيلبي نداءنا وسيدعم إذاعة صوت فلسطين".
أما الإعلامية الفلسطينية دعاء مصلح قالت: "إن إذاعة فلسطين هي صوتنا خارج الوطن، لأن الداخل به عدد كبير من الإذاعات التي لا يصل صوتها إلى خارج الأرض المحتلة، فالاحتلال لا يعطي تصريحات لإنشاء إذاعة إلا في حدود المناطق الجغرافية التي يسكنها الفلسطينيون".
وذكرت: "نحن كإعلاميين نعي أهمية دور إذاعة صوت فلسطين على مدار التاريخ، لذا أصبح من أولويات أي فلسطيني يعمل في الحقل الإعلامي ويأتي إلى مصر أن يقابل فريق عمل إذاعة فلسطين، لأن خبراتهم كبيرة، والشىء الجيد أن الناس هنا لديهم وعي كبير بالقضية الفلسطينية، وكذلك لديهم انتماء كبير لوطنهم".
وصرح محمد عزمى زوربا، مدير أشغال القدس سابقا، يقول: "تربينا على صوت إذاعة فلسطين، وكانت دائما مصدر فخر واعتزاز ووسيلة تواصل مهمة بين مصر وفلسطين، وأدت دورا كبيرا وما زالت تؤدى هذا الدور التجميعي الذي يجمع بين الفلسطيني وأشقائه العرب رغم الانقسامات، وتقوم بهذا الدور منذ القدم، حين لم تكن هناك تنظيمات ولا غيرها، ونشكر مصر على هذا المنبر العظيم بعطاء أبنائه".
وأضافت: "أتمنى على هذه الإذاعة تقديم مزيد من الأغاني والأناشيد الوطنية التراثية، سواء مصرية أو فلسطينية، لأن مصر أنتجت أغاني وطنية تتناول القضية الفلسطينية".
وقال فاروق محمد أبوحسان أستاذ اقتصاد وعلوم سياسية: "ما يميز إذاعة فلسطين هو مواكبة الحدث والخبر أولا بأول، وهي تعتبر أحد مصادر الأخبار والقنوات والإذاعات فيما يخص الشأن الفلسطيني".
واستطرد: "تعجبني توليفة البرنامج، حيث إن "عين على القدس" يتناول الشأن الداخلي، أما (فلسطينيو المهجر) فيتناول أحوال فلسطيني الشتات، و(صوت المرابطين) جاء تسميته من المرابطين في القدس، الذين أفشلوا مشروع البوابات الإلكترونية على المسجد الأقصى، فالبرنامج يعبر عن كل قضايا الأرض المحتلة وما يحدث فيها يقدمه إبراهيم البيك وتعده إيناس الشواف".
وذكر: "إن مصر تبذل مجهودا كبيرا في ملف المصالحة الفلسطينية وهو ملف صعب وشائك".
ومن جانبه، قال مصطفى الحسيني المدير العام السابق لإذاعة فلسطين: "عملت في إذاعة فلسطين منذ 1977، حيث اختارتني الإعلامية صفية المهندس بعد تخرجي في قسم العبري".
واضاف: قدمت عددا من البرامج أهمها "الرجل يقول"، وكان البرنامج يتضمن فقرات من خطابات الرئيس أنورالسادات وكان ذلك بعد حرب أكتوبر، بينما كانت هناك قطيعة لمصر من الدول العربية بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد، لكننا كنا نوضح كيف أن مصر لم تفرط فى القضية الفلسطينية، كما كنت أكتب تعليقا سياسيا تأثرت فيه بالسفر إلى الأراضي المحتلة والقدس وقطاع غزة والضفة الغريبة ومناطق الخط الأخضر عرب 48.
ولفت: أذكر أن بعض الفلسطينيين يؤديون موقف مصر وكانت تأتيني الخطابات من أنحاء فلسطين، ولا أنسى خطاب طفل صغير لي كتبه وأمهره بـ"المتشرد" وقمت بإذاعة هذا الخطاب على الهواء.
ويضيف: أذكر أنني كنت في "رام الله" ليلة عودتي إلى القاهرة وحينما كنت متوجها إلى مطار "بن جوريون" حدث هجوم إسرائيلي بالمدفعية، وقيل إنه سيكون فيه اقتحام إسرائيل وحذرني رجال السلطة الوطنية الفلسطينية من خطورة السفر، لكن قلت سأسافر وليكن ما يكون، وفي مرات عدة شاركت في تشييع شهداء من مسجد جمال عبدالناصر في "رام الله".