بعد حديث السيسي عنها.. خبير يوضح كيف كانت معاهدة السلام تحديا للسادات
الرئيس الراحل أنور السادات
حقق انتصارات عديدة في تاريخ توليه الحكم، كان حاسمًا قويًا، سعى إلى استرداد أرضه، فعبر عبورًا أسطوريا، في انتصار خالد وغير مسبوق بتوجيهاته، ومساعدة الجيش المصري، ليحفر الرئيس الراحل محمد أنور السادات اسمه بحروف من ذهب في التاريخ المصري والعالمي.
بعد تحقيق انتصار حرب أكتوبر عام 1973، لقى السادات إشادات واسعة، ووصفه الكثيرون بأنه رجل ذو حنكة وذكاء لا مثيل له، ولكن بعد مرور عدة سنوات على الانتصار وبتوقيعه معاهدة السلام، انقلب البعض عليه، لينتقدوه لتوقيع هذه الاتفاقية، بينما أشاد به الكثيرون أيضًا، حيث أيدوا قراره بإنهاء حالة الحرب تمامًا والعيش بسلام.
وتحدث الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، في الجلسة الثانية من منتدى "شباب العالم"، عن معاهدة السلام ودور السادات فيها، قائلًا إن "السادات اختار هذا التوجه في بناء السلام، الذي كان يعتبر قبل 50 عامًا عملاً متفردًا في عصره، وفكرة السلام لم تكن مقبولة أو مستساغه في الرأي العام للمنطقة وقتها، لكنها كانت تجربته ورؤيته".
ولفت السيسي إلى أنه "عندما تحرك السادات من خلال تجربته التي رآها، ورأى معها ثمن الصراع والحروب الضخم على الدول وعلى مستقبلها، تحرك بإيجابية، ودفع ثمنا آخر، ليس اغتياله، لكنه مجهوده طوال سنوات التفاوض، حتى أصبح السلام جزءًا من قناعات المصريين الآن، الذين أصبحوا ثلث سكان المنطقة العربية".
وعن هذه المعاهدة، يقول أستاذ العلوم السياسية الدكتور نبيل عبدالفتاح، إنه لا يصح أن نحكم على معاهدة السلام بالإيجاب أو بالسلب فقط، وإنما لها مكاسب ومخاسر منذ انعقادها، لافتًا إلى أن أهم مكاسبها عدة أهمها استعادة سيناء ولكن سلبيتها الوحيدة أنها أدت إلى الاعتراف بإسرائيل كدولة.
وقال "عبدالفتاح"، إن الاتفاقية نجحت في إنهاء حالة الحرب، وأكدت أن الحرب لن تكون أداة لتصفية الخلافات المصرية الإسرائيلية، كما مثلت تحديا حقيقيا، وضع مصر أمام فرصة تاريخية لكي تقدم نموذجا في التنمية والإصلاح السياسي.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية لـ"الوطن"، أن السادات وازن الأمور وقارن بين الإيجابيات والسلبيات التي ستنتج بعد المعاهدة، وتوصل إلى قراره بالموافقة، مشيرًا إلى أنه ضحى وقدم تنازلت عدة في هذه المعاهدة، كما بذل كثيرًا من الجهد من أجل إنهاء حالة الحرب، وسيادة السلام، ولم يكن يعلم أنه سيلقى حتفه في نهاية الأمر، حيث قال "السادات" عن ذلك قبل مقتله "حين كانت نشوة الانتصار تملأ كل القلوب فأنني كنت فيما بيني وبين ربي أعرف مدى العناء الإنساني الذى ندفعه في سبيل النصر".