شهداء العلم.. "بوابات الموت" تحصد أرواح طلاب الأزهر
طلاب الأزهر يؤدون صلاة الغائب على زميلهم اليوم
يعقد مجلس جامعة الأزهر اجتماع طارئا، الثلاثاء المقبل، لمواجهة حالة الغضب الشديد داخل الجامعة، إثر وفاة طالب يدعى أسامة صقر جاد الرب، بالفرقة الأولى بقسم تكنولوجيا التعليم بكلية التربية، أثناء عبوره طريق النصر لدخول الجامعة، حيث تعد تلك الحالة هي الـ12 خلال العام الماضي والجاري، بواقع 3 وفيات بين الطلاب، و5 إصابات لطلاب ومعيد بكلية الطب، وإصابتين لموظفين آخرين، الأمر الذي دعى الطلاب لتنظيم 3 تظاهرات آخرها، أمس، اعتراضا على سوء إدارة الجامعة برئاسة الدكتور محمد المحرصاوي للملف حمايتهم.
ووجه الدكتور محمد المحرصاوي رئيس الجامعة، دعوة عاجلة لعمداء الكليات لعقد مجلس جامعة طارئ، لمناقشة الحوادث المتكررة لطلاب الجامعة، والنظر في اتخاذ ما يلزم؛ لوضع حد لتداعيات حوادث إصابة الطلاب أمام بوابة الجامعة، وأغلق رئيس الجامعة البوابات الرئيسية على طريق النصر اعتبارا من أمس، على أن يتم الاقتصار في دخول الطلاب والموظفين والمترددين على الجامعة على بوابة تربية الجديدة بطريق المخيم الدائم بجوار سلم المشاة، وأن يكون دخول السيارات من بوابة كلية طب وبوابة كلية الزراعة.
وقال المحرصاوي، في بيان له: "الجامعة تقوم بالتنسيق مع الإدارة العامة للمرور ومديرية أمن القاهرة ومحافظة القاهرة لاتخاذ إجراءات فورية لتأمين عبور الطريق أمام بوابة كلية التربية".
وأصدرت الجامعة منشورا داخليا، دعت فيه، أبنائها الطلاب والعاملين المترددين عليها بعدم استخدام طريق النصر في الدخول أو الخروج من الجامعة والاقتصار على بوابة التربية الجديدة بطريق المخيم الدائم والأبواب الجانبية للجامعة، وذلك عقب تنظيم عشرات الطلاب بجامعة الأزهر وقفة أمام المبني الرئيسي للجامعة، أمس الأول، مطالبين رئاسة الجامعة بعمل سلم مشاة أمام البوابة الرئيسية لوقف وفيات وإصابات الطلاب أثناء عبور طريق النصر لدخول الجامعة.
وهتف الطلاب الغاضبين أمام مبني الجامعة "واحد اتنين رئيس الجامعة فين"، وحاول الدكتور أشرف البدويهي نائب رئيس الجامعة، تهدئه الموقف.
وبدأت الجامعة في إجراءات عمل مطب صناعي أمام البوابة الجديدة لضمان سلامة الطلاب. وأشرف الدكتور يوسف عامر نائب رئيس الجامعة لشؤون الطلاب، أمس، على تأمين شارع المخيم الدائم من خلال تركيب لوحات إرشادية مكتوب عليها هدئ السرعة بجانب تركيب إشارات مرور إلكترونية وأيضا تخطيط الرصيف لتيسير عبور المشاة.
بدوره دعا الدكتور توفيق نور الدين نائب رئيس الجامعة السابق، إلى منع دخول الطلاب من البوابة الرئيسية لجامعة الأزهر المطلة على شارع النصر، مطالبا الطلاب بالامتثال لثقافة المرور والحض على سلامتهم الشخصية، فهناك 8 بوابات وليس من الضروري المرور من البوابة الرئيسية على الطريق السريع، وهناك كوبري مشاة موجود على بعد 200 متر من البوابة الرئيسية لكن للأسف بعض الطلاب تتكاسل وتنتج عنها بعض الحوادث.
وأكد نور الدين، لـ"الوطن"، ضرورة اتخاذ مجلس الجامعة قرارات حاسمة في ملف البوابات حتى لو اضطروا لغلق البوابة الرئيسية لمدة من الزمن أو منع الطلاب من الدخول منها.
وقال النائب محمد أبو حامد، مقدم مشروع قانون الأزهر الجديد: "بوابات الأزهر تحولت لمصيدة وبوابات موت للطلاب، وكأننا في فيلم رعب، حيث الموت بلا حساب أو رقابة، ولا أحد يسأل عن الوضع الشاذ الذي يحدث، فأدعو الطلاب أن تعبر عن رأيها من خلال اتحاد الطلاب أو رفع دعوى قضائية ضد الجامعة، لماذا لا يتم إنشاء كوبري مشاة للطلاب لتفادي الحوادث الحالية؟".
وأضاف: "الوضع القانوني والدستوري للأزهر بهيئاته الحالية وضع غير لائق، وشاذ، فنحن كممثلين عن الشعب لن نستطيع محاسبة الأزهر عن التقصير الإداري في كثير من الأمور، فكل الوسائل البرلمانية للمحاسبة لا تسير على الأزهر باعتباره كيان مستقل، لذلك أنا متمسك بمشروع قانون الأزهر الذي تقدمت به للمجلس من قبل، فيجب فصل الكليات العلمية عن الأزهر وتكون تابع لوزارة التعليم العالي والمجلس الاعلي للجامعات، لكي يكون هناك رقابة حقيقية، فالوضع الحالي عبثي، فلن نستطيع محاسبة أي سلبيات داخل تلك الكيانات".