قبل جلسة "ما بعد الحروب والنزاعات".. ماذا تحتاج الدول لإعادة بنائها؟
صورة من جلسة منتدى شباب العالم
في ثاني أيام منتدى شباب العالم لعام 2018، المنعقد حاليًا بمدينة شرم الشيخ، ويتضمن العديد من الجلسات واللقاءات المهمة، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، و5 آلاف مشارك من مختلف الدول.
ومن المقرر أن تعقد اليوم جلسة بعنوان "ما بعد الحروب والنزاعات: آليات بناء المجتمعات والدول"، وستتناول عددًا من الأزمات التي يشهدها العالم، وتجارب الدول التي تمكنت من تجاوزها، فضلاً عن تسليط الضوء على الحالي منها، حيث تشهد اليمن وسوريا وليبيا والعراق أزمات عدة عبر أعوام، وتحتاج لإعادة بنائها من جديد.
توجد عدة أطر دولية مهمة لمرحلة ما بعد التغيير السياسي لإعادة بناء الدول أصحاب الكيانات وليس الأمم، وفقًا للدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية في مصر، والخبير بشؤون الشرق الأوسط، موضحًا أنه على رأس تلك الآليات هي بناء مؤسسات والنظام العام من الحكومة ومجلس النواب.
بينما ثاني خطوة هي إحداث نوع من التوافقات بقدر الإمكان من الثوابت للعمل بالمرحلة التالية، على حسب كل دولة سواء بالمشروعات القومية أو الإنجازات، قبل الخطوة الثالثة وهي إحداث حراك سياسي بالدولة والمجتمعي لبناء رؤية جديدة، ورابعًا بناء نظام قانوني من روح الدستور بتشريعات عاجلة للنظام السياسي، بحسب فهمي.
وتابع فهمي لـ"الوطن"، أنه يفضل التركيز على مرتكزات خاصة لبناء النظام السياسي، وعدم تطبيق أحكام عرفية إنما توضع الأطر القانونية لبناء الدولة.
وأشار إلى أن تلك الخطوات هي الأطر العامة واللازمة لإعادة بناء الدول، بينما لكل نظام سياسي خصوصية، حيث إنه بالنسبة للعراق وسوريا التي تتشابه حالتهم والذين يحتاجوا لأسس وطنية وليس نظام حصصي، وإقامة مؤسسات ومواجهة التدخل الخارجي والمكون الإقليمي كالتواجد الإيراني، بينما بالنسبة لليبيا فإن تكوينها به النظام القبائلي ودول مجاورة ذات مصالح مباشرة، لذلك يجب أن يبقى المكون الإقليمي مجاور للقبائلي.
بينما أكد السفير جمال بيومي، مساع وزير الخارجية الأسبق، أن أزمات الدول الثلاثة تحتاج بشكل رئيسي لتوافق وطني على ما يريده أطراف المجتمع دون الاستعانة بجهات أجنبية، لتجنب المصالح الدولية المحتملة.
وأردف بيومي أنه أيضا يجب توفير مبادئ الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير لتلك الشعوب، فضلاً عن حل المنزاعات لإتاحة الفرصة لتدويل والمشاركة بالسلطة ثم فتح الباب لوضع أسس سياسية جديدة.