"ماري كيبوانا" في المستشفى بالأردن
في مايو 2016، وصلت امرأة تدعى "ماري كيبوانا"، إلى مطار جومو في نيروبي، على كرسي متحرك وهي تصارع الموت.
كانت ماري، أما لأربعة أطفال، تبلغ من العمر 30 عاما، غادرت إلى الأردن لتجد عملاً كخادمة، حتى تتمكن من إرسال الأموال لأطفالها، لكنها عادت إليهم والحروق تغطي 47% من جسدها.
فهي غير قادرة على القراءة، وتفتقر إلى المؤهلات بسبب قلة التعليم، فإن هؤلاء النسوة يبحثن عن وظائف تعمل كخادمات في المنازل للعائلات الغنية، على أمل إرسال الأموال إلى أطفالهن، ومع ذلك، وكما يكشف فيلم وثائقي جديد لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، بعنوان "Maid in Hell"، فإنهن مجبرن على العمل لسنوات دون أجر في ظروف غير آمنة، وتعرضن للضرب بشدة، ويتضورن جوعا، بل وكثيرًا يغتصبهن أصحاب العمل.
أرجع الفيلم الوثائقي، ذلك إلى نظام الكفالة، وهو مجموعة من القوانين التي تحكم العمالة المهاجرة في الشرق الأوسط، التي تربط العمال برؤسائهم.
وكانت ماري، قد سافرت إلى الأردن قبل 10 أشهر للعمل لدى أسرة ثرية، وعندما وصلت سُحب منها جواز سفرها وهاتفها المحمول، وأجبرت على العمل لمدة 18 ساعة بين الطهي والتنظيف من الساعة 6 صباحا حتى وقت متأخر من الليل.
وكثيرا ما كانت الأم وابنتها يضربونها، ولكن الأمور تصاعدت عندما كانت ماري في المطبخ تصنع فنجانا من الشاي وانفجرت عبوة غاز، ما أدى إلى اشتعال النيران في ملابسها وصدرها وأسفل جسدها، وعندما حاولت أن تنجو، ركلها صاحب المنزل، مع الشتائم، ما تسبب في مزيد من الإصابات.
جذب صراخها انتباه أحد الجيران الذين اتصلوا بالشرطة، لكن لم تستجيب.
أمضت ماري 41 يوما في مستشفى في العاصمة الأردنية، عمان، وقال مديرها لزوج ماري إن زوجته تعرضت لحادث بسيط ، لكنها "في صحة جيدة".
كان الأمر فقط عندما بدا وكأنه من غير المحتمل أن تستعيد عافيتها حتى تم إعادتها إلى كينيا للموت، ورغم الجهود المبذولة لإنقاذ ماري، إلا أن حروقها كانت شديدة للغاية وماتت، تاركة أطفالها الأربعة.
وفقا للفيلم الوثائقي، بعد تقارير متزايدة مثل هذه، في عام 2012 منعت الحكومة الكينية مواطنيها من العمل في المملكة العربية السعودية والأردن ولبنان، ومع ذلك، لا تزال الكينيات تسافرن بشكل غير قانوني، وتجتمعن مع وكلاء التوظيف الذين قد يبيعنهن إلى أصحاب العمل، فضلاً عن الضرب والتعذيب، وهناك حالات للاغتصاب والاعتداء الجنسي.
تقول جيسيكا، من كينيا، إن صاحب العمل جاء إلى غرفة نومها عندما كانت نائمة، "قلت له لا، أنا متزوجة"، لكنه قال لي إن "عليّ أن أطيع القواعد في منزله"، و"لكنني تعبت من الاعتداء الجنسي، وقيدت 3 من ملاءات السرير معا لأهبط من الطابق الثالث وأهرب إلى ملجأ للخادمات السابقات".
وعندما سُئلت جيسيكا عما إذا كانت تخاف من الموت أو تتعرض للإصابة، قالت إن "الموت أفضل من المرور بما مررت به".
تحدث صانعو الفيلم الوثائقي، إلى ماهر ضومط، الذي عمل كوكيل للتشغيل في لبنان والأردن لمدة 12 عاما، وقال إنه غير نادم على وظيفته، ويصر على أنه لم يرتكب أي خطأ.
وأشار ماهر، إلى أن "حقوق الإنسان ليست موجودة في هذا العالم، بأي حال من الأحوال ربما في أوروبا، ولكن ليس في الشرق الأوسط، لن أوقف هذا العمل لأنني أساعد نفسي وأشخاص آخرين".
تعليقات الفيسبوك