مواطنون: تجربة نواب «الكوتة» خارج الخدمة.. ومختلفون حول إلغاء «التمييز الإيجابى»
ندى ومعروف
انتقد عدد من المواطنين أداء نواب «الكوتة» فى برلمان 2014، بينما اختلف الشباب حول إلغاء نظام التمييز الإيجابى فى الدستور فى الانتخابات المقبلة، لافتين إلى أن الأداء غير المرضى لبعض النواب لا يعنى الموافقة على إلغاء نظام الكوتة الذى يساهم فى الحفاظ على وجود الشباب والمرأة والمصريين فى الخارج والأقباط ومتحدى الاعاقة فى البرلمانات المقبلة.
ويقول مدحت معروف، 25 عاماً، الناشط السابق فى اتحاد طلاب جامعة القاهرة ويعمل فى شركة سياحة حالياً، إنه يتخوف من إلغاء نظام التمييز الإيجابى على مستوى الشباب والفئات المختلفة، موضحاً أن وعى وثقافة المجتمع لم يتغيرا تجاه هذه الفئات بالشكل الكافى، وتابع: «علينا رفع وعى المجتمع أولاً ومحاربة التردى الثقافى ثم إلغاء أى تمييز تجاه هذه الفئات، وهذا سيستغرق سنوات طويلة».
وأضاف «معروف» أن الشباب فى حاجة لمن يعبر عن أحلامهم ومستقبلهم ويدافع عن قضاياهم عن طريق التشريع والرقابة، منوهاً بأن إلغاء «الكوتة» ربما يتسبب فى عدم وجود نواب شباب بشكل كافٍ فى البرلمان المقبل، مؤكداً أن النواب الشباب هم من ضغطوا على الحكومة لتوفير بدل إعانة للعاملين فى السياحة. ولفت إلى أن الأحزاب يجب أن تتبنى الشباب المثقف وتدفع بهم على قوائمها، مؤكداً أن اختيارات الكوتة فى الانتخابات الماضية لم تأت بأفضل العناصر، وهذا لا يمنع أن هناك بعض النواب الشباب كانوا على درجة كبيرة من الثقافة والفهم وشاركوا فى قوانين جيدة وعليهم أن يكملوا ما بدأوه. وتابع: «نحن نعيش فى دولة 65% منها شباب ويجب أن يجدوا عدداً مناسباً من النواب يعبر عنهم بشكل حقيقى».
مُدرسة: النائبات فشلن فى تشريع قانون للأحوال الشخصية.. وطالبة: الأداء غير مُرضٍ
وعبرت ندى سليمان، 28 سنة، تعمل مدرسة بإحدى المدارس الدولية، عن غضبها من عدم تشريع النائبات المصريات قوانين تحمى المرأة وحقوق الطفل، وتساءلت: لماذا لم يشرع البرلمان قانوناً جديداً للأحوال الشخصية بدلاً من القانون الحالى الذى تعانى منه الأسرة؟! وأضافت أن التمييز الإيجابى لم يشعر بقيمته غالبية الشعب، وإلغاء الكوتة مع فتح الباب للترشح للجميع على قدم المساواة أمر ديمقراطى، وعدد الشباب فى البرلمان يزيد على 100 من بينهم 16 نجحوا عن طريق «الكوتة».
وأشارت إلى أن هناك عدداً كبيراً من السيدات نجحن عن طريق الانتخابات الفردية لأنهن بذلن مجهوداً كبيراً، والأزمة تتمثل فى عدم مشاركة الشباب فى العملية الانتخابية، مطالبة المجتمع المدنى والحكومة بوضع استراتيجية تستهدف تشجيع الشباب على المشاركة فى الانتخابات البرلمانية. وتقول آلاء شتا، طالبة بكلية الإعلام، إن النائبات المصريات لهن حضور طاغٍ فى مجلس النواب على مستوى التشريع والرقابة، وتساءلت: لماذا لم نحدد نسبة للمرأة المصرية تتناسب مع عدد النساء فى مصر الذى يصل إلى 50% تقريباً؟
وأضافت «شتا» أن المرأة كان لها دور مؤثر وفعال فى الثورة المصرية والعملية الانتخابية، وهو الأمر الذى يجعلنا ندعم وجودها فى البرلمان والوزارات والمحليات بقوة، منوهة بأن إلغاء الكوتة فى الانتخابات المقبلة بالنسبة للشباب ومتحدى الإعاقة والمصريين فى الخارج والأقباط غير إيجابى وربما نفاجأ بأن نسب هذه الفئات لن تتعدى 10% فى البرلمان المقبل.
وأشارت إلى أن الحكومة عليها العمل على نشر ثقافة الانتخابات فى المجتمع المصرى وترسيخ قيم المواطنة والاهتمام بانتخاب الشباب والمرأة والأقباط ومتحدى الإعاقة، منوهة بأن ممارسة الديمقراطية وحدها لن تساهم فى تغيير عقل وفكر الناخب.
ويقول محمد الدالى، 25 سنة، مدير حسابات، إن الشعب المصرى يهتم بالتشريعات التى تساهم فى رفع مستواه الاقتصادى والاجتماعى، منوهاً بأن النواب الشباب لم يكونوا على درجة من الثقافة والوعى اللازمين لتحقيق أحلام الشعب المصرى على المستوى التشريعى والرقابى.
وأضاف أن هناك عشرات القوانين التى تهم المجتمع وكان يجب أن يتصدر لها النواب الشباب مثل قوانين الإيجار القديم والتشريعات المتعلقة بالبطالة والتعليم، لكنهم لم يتحركوا بشكل كافٍ، والممارسة الديمقراطية بجانب تطوير التعليم والثقافة وتنمية الحياة السياسية الحل الأمثل لتغيير ثقافة الناخب تجاه الفئات المختلفة.
وأشار إلى أن عمل القوائم الانتخابية على عجل واختيار الفئات لاستكمال العدد لم يكن إيجابياً، والشباب المثقف والسياسى هو الذى يجب أن يتصدر المشهد ويفتح له المجال للحركة بشكل أوسع فى الشارع لكى يكون مؤهلاً لخوض الانتخابات المقبلة بقوة ودون معوقات.
وقال أحمد الشاذلى، 32 سنة، صاحب شركة دعاية، إن كوتة الشباب لا بد أن تحدد فى الدستور بنسبة لا تقل عن 30%، لافتاً إلى أن 65 مليون شاب فى حاجة لوجود ما لا يقل عن 200 نائب شاب يعبرون عنهم وعن قضاياهم واهتماماتهم المختلفة، منوهاً بأن الجيل الكبير لن يفهموا جيداً عقلية الشباب واحتياجات المجتمع الحديث.
وأضاف أن إلغاء الكوتة حسب الدستور بالنسبة لفئة الشباب فى الانتخابات البرلمانية المقبلة خطأ فادح، لا سيما أن الشباب لا يملك أموالاً ضخمة ينفقها أصحاب الملايين فى الانتخابات البرلمانية، منوهاً بأن المال السياسى سيكون عائقاً أمام قدرتهم على المنافسة أو الفوز بمقعد برلمانى يستحقونه.
وأشار إلى أن تمكين الشباب لا يكون من خلال تعيينهم فى مواقع نواب ومساعدين للوزراء مثلما نرى فقط، لكن من خلال إتاحة الفرصة لهم للترشح على مواقع برلمانية، وينافس الشباب بعضهم البعض من خلال القوائم الانتخابية المختلفة ويفرز المواطن أفضل العناصر، وأضاف أن الظروف السياسية التى مرت بها مصر فى الأربعين عاماً الماضية وعدم الإيمان بالديمقراطية جعل مصر لا تمتلك نخبة سياسية كبيرة تستطيع أن تحمى المجتمع والدولة وقت الأزمات وتساهم فى تقدم مصر بشكل حقيقى وملموس.