محلل سياسى: جرت العادة على خسارة الحزب الحاكم.. وشرارة «التعصب» تربك المشهد
المحلل السياسى فى «واشنطن» ماك شرقاوى
رأى المحلل السياسى فى «واشنطن» ماك شرقاوى، أن هناك حالة من الاحتقان تصاحب انتخابات التجديد النصفى الحالية بسبب تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المتواصلة، التى تدعم العنصرية، خاصة أنها فهمت على أنها دعم لليمين المتطرف.
وقال «شرقاوى»، فى حوار لـ«الوطن»، إن «عادة ما يفوز بالانتخابات حزب غير الحزب الذى فى البيت الأبيض»، فى إشارة إلى احتمال فوز الديمقراطيين بالكونجرس، مؤكداً أن نتائج الانتخابات مهما كانت لن تؤثر على السياسات الأمريكية الحالية.
وإلى نص الحوار:
ما الفارق بين أجواء هذه الانتخابات والانتخابات السابقة؟
- كل الانتخابات لها ظروفها وسياقها فى الولايات المتحدة، لكن بالنسبة لـ«التجديد النصفى»، التى تأتى فى منتصف ولاية الرئيس، فإنها تكون كحساب للرئيس الجديد إذا كان نفذ ما وعد به فى حملته الانتخابية خلال السنتين اللتين قضاهما فى «البيت الأبيض»، وفى أغلب الأمر تذهب انتخابات التجديد النصفى لصالح الحزب الذى ليس فى «البيت الأبيض»، وهذا ما اعتادت عليه الأمور.
ما المختلف هذه المرة؟
- هناك حالة مختلقة، وهى حالة احتقان قائمة على التصريحات العنصرية للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، التى يطلقها مراراً وتكراراً، فقد قال فى تصريح سابق بعد تجمع اليمين المتطرف الذى استعد بالدروع والهراوات والأسلحة لأى مواجهات وهتفوا بسياسات معادية للسامية، وأحد المتعصبين أصاب 19 وقتل سيدة قامت الدنيا ولم تقعد، ولكن الرئيس ترامب كان بطيئاً جداً فى الرد، ولم يقدم أى إدانة لليمين المتطرف، وكأن الرئيس «ترامب» يعضد هؤلاء، هذه هى الحادثة الأولى التى أشعلت شرارة الاحتقان.
«شرقاوى»: حالة من الاحتقان ترافق الانتخابات بسبب تصريحات «ترامب»
هل هناك حوادث أخرى؟
- نعم الرئيس «ترامب» يصرح أنه «NATIONAILST»، وهى كلمة حين تقال تعنى القوميين البيض، وحين يقولها الرئيس الأمريكى تعنى أنه يشحذ همة القاعدة الانتخابية من المتعصبين البيض، والتصريح الثالث حين قال إنه لو جاء الديمقراطيون فى الكونجرس ستكون هناك فوضى.
ما تداعيات ذلك؟
- كان نتاج هذه التصريحات العنصرية أن أحد المتعصبين البيض أرسل نحو 15 طرداً متفجراً لمنتقدى الرئيس ترامب، منهم الممثل روبرت دى نيرو ورموز الديمقراطيين كالرئيس السابق باراك أوباما والرئيس الأسبق بيل كلينتون وزوجته هيلارى كلينتون. والطرود المتفجرة كان يجمعها شىء واحد وهو أنها كانت موجهة لرموز الديمقراطيين الذين ينتقدون الرئيس ترامب وسياساته، أما القشة التى قصمت ظهر البعير، فذهاب بعض المتعصبين إلى أن الديمقراطيين هم من يدعمون قدوم المهاجرين ومن بينهم من قدموا إلى الولايات المتحدة من الشرق الأوسط ومنهم اليهود، وهو الشخص الذى توجه إلى الكنيس فى هذا الحادث الشهير، وبالتالى هناك حالة من الاحتقان تواكب انتخابات التجديد النصفى، وتربك المشهد الانتخابى.
هناك من يرى أن «ترامب» حقق نجاحات اقتصادية تستطيع أن تبقى حزبه يحتفظ على الأقل بإحدى الأغلبيتين؟
- بالنسبة لاستطلاعات الرأى فلا يعول عليها كثيراً، وآية ذلك استطلاعات الرأى فى الانتخابات الرئاسية 2016 التى رجحت فوز هيلارى كلينتون ولم يحدث ذلك، بل جاءت بالرئيس دونالد ترامب. الجمهوريون يغفلون تماماً فى كافة المحافل الانتخابية أن هناك 15 مليوناً دخلوا مظلة التأمين الصحى فى فترة الديمقراطيين، أراد الجمهوريون إخراجهم منها، وأيضاً إذا كنت مريضاً مرضاً مزمناً فشركة التأمين لا تؤمن على هذا المرض، لكن الديمقراطيين عدّلوا ذلك وأصبح التأمين يشمل كل الأمراض، هناك عجز فى الميزانية يقارب التريليون دولار، لا أتصور أن الرئيس ترامب يذكر ذلك أمام الجمهوريين، ما يحدث من نجاحات فى الاقتصاد الأمريكى حالياً لا يمكن أن يكون من نتاج سنة ونصف تولاها «ترامب»، بل هى نتاج إصلاحات وقرارات إصلاحية طوال 8 سنوات لولايتى الرئيس أوباما، وهذا هو ما استقر عليه خبراء الاقتصاد.