الإعدام لـ"أيمن".. ذبح جارته وأخفى جثتها ففضحته طفلتها أمام المحكمة
محكمة جنايات الفيوم
ظن "أيمن. م" من قرية كفر عبود بمركز أبشواي، في محافظة الفيوم، أنه سيهرب من جريمته بذبح ربة منزل، من جيرانه، وسرقة مصوغاتها، وإخفاء الجثة في منزل مهجور بالمنطقة، وأن أمره لن ينكشف، ولكن ابنة المجني عليها، البالغة من العمر 4 سنوات، فضحت أمره، فعاقبته محكمة جنايات الفيوم، بالإعدام شنقًا.
صدر الحكم، الإثنين، برئاسة المستشار جنيدي الوكيل، رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين شريف أحمد بركات، وحامد عبدالحميد الجمال، وسكرتارية تنفيذ صالح كيلاني، وشعبان عجمي، ومحمد سمير.
بدأت الواقعة، ببلاغ من المواطن "عيد. ج" إلى مأمور مركز شرطة أبشواي، في 26 مارس من العام الجاري، باختفاء زوجته المجني عليها "عفاف. محمد. ع"، 23 سنة، ربة منزل، ومقيمة بالقرية نفسها، ثم عثر عليها مذبوحة ومقتولة وجثتها مسجاة على وجهها ومصابة بجرح ذبحي بمؤخرة الرقبة من الجهة اليسرى وجرح رضي بمؤخرة الرأس وكدمة بالساق اليسرى، وهي داخل إحدى حجرات منزل مهجور بالقرية نفسها، وانتقلت سيارة إسعاف لنقل الجثة لمستشفى أبشواي المركزي.
كلف مدير أمن الفيوم، المباحث الجنائية، بتشكيل فريق للبحث في الواقعة، للتوصل إلى الجاني، وتوصلت تحريات المباحث الأولية إلى أن السيدة تقيم على مقربة المنزل المهجور الذي عثر عليها مذبوحة فيه، وأنها تتسم بحسن السيرة والأخلاق بين أهالي القرية، ولجأ فريق المباحث إلى الاستماع لأقوال ابنتها الطفلة "رحمة"، 4 سنوات، والتي قررت أن شخصا يُدعى "أيمن" اعتدى عليها بسكين في الغرفة التي عثر عليها فيها.
واصل فريق المباحث إجراء تحرياته بشأن الواقعة، وتبين له أن ربة المنزل اعتادت صباح كل يوم الذهاب لمسكن أهل زوجها بالبلدة نفسها، والذي يتوسط طريق الوصول إليه، المنزل المهجور الذي عثر على جثتها فيه، لقضاء يومها حتى يعود زوجها من عمله، وأنه يقطن بالقرب من مسكن المجني عليها، شخص يدعى "أيمن. م"، 31 سنة، عاطل، ومفرج عنه حديثا من السجن عقب قضاء عقوبة الحبس لمدة أشهر في إحدى قضايا سرقات المساكن، وأنه يتسم بالعنف في ارتكاب جرائمه، وأن أهالي القرية يتخذون حذرهم في التعامل معه.
كما توصل فريق البحث إلى أن المشتبه به، شوهد من بعض الأهالي يتعقب المجني عليها خلال سيرها وقت خروجها من مسكنها وحتى اختفائها دون عودتها لمسكنها، وظهوره عقب اختفائها مباشرة أمام منزله، ثم اختفائه فور العثور على جثة المجني عليها، وأكدت التحريات أنه مرتكب الواقعة بقصد سرقة المجني عليها.
تمكنت المباحث من ضبط المتهم، بعد توسيع دائرة البحث عنه في الأماكن التي اعتاد التردد عليها، وبمواجهته بما توصلت إليه التحريات، أقر بارتكابه الواقعة بقصد سرقة المجني عليها، وأنه عقب قضائه مدة عقوبة بالحبس في إحدى قضايا السرقات، خرج متعثرًا في الحصول على عمل لإعاشته، لعلم الجميع بخطورته الإجرامية واعتياده ارتكاب حوادث السرقات، وأنه عمل في رعاية ماشية خاصة بأهله والتي لا تكفي حاجته من المال، وأن فكرة قتل جارته اختمرت في رأسه، وعقب انصراف زوجها إلى العمل، يوميا تصطحب أطفالها لمسكن أهل زوجها القريب من مسكنه، وهي تحمل حقيبة في يدها ظن أنها نقود تخشى تركها في منزلها في غيابهم.
واعترف المتهم، أنه ظل يتابع المجني عليها لعدة أيام، وتأكد من انتظام موعد خروجها، وعندما حانت الفرصة في يوم ارتكاب الجريمة، اعترض طريقها جاذبا إياها إلى منزل مهجور وهددها بالسكين وأنها صمتت خوفا على ابنتيها وطاوعته في الدخول لإحدى الحجرات دون مقاومة، وعندما دفعته، طرحها أرضا وعاجلها بضربة من السكين على مؤخرة رقبتها، وعندما حاولت الوقوف ضربها بحجر على رأسها تاركا طفلتها الصغيرة بجوارها، وفرت الكبرى هاربة لسكن جدتها، ما دفعه للإسراع في الهرب دون سرقة متعلقاتها، وذهب إلى منزله واستقل دابته وكأن شيئا لم يحدث، وألقى السكين في مجرى مائي بأطراف القرية.
وحرر محضر بالواقعة، وأحيل المتهم إلى النيابة التي باشرت التحقيق معه، والتي أحالتها إلى محكمة جنايات الفيوم، وقيدت الدعوى الجنائية برقم 8900 لسنة 2018 جنايات أبشواي، والمقيدة برقم كلي 606 لسنة 2018 كلي الفيوم، والتي تداولتها في عدة جلسات حتى أصدرت حكمها المتقدم.