"كريم اتضرب بالقلم".. شاهد يروي كواليس مذبحة مقهى "ليالي زمان" بكرداسة
المقهي التي شهدت المذبحة فى كرداسة
"لا صوت يعلو فوق صوت الرصاص.. كانت الطلقات في كل مكان".. هكذا بدأ "محمد .ع" 52 سنة، ابن كرداسة حديثه عن جريمة مقتل شابين برصاص عامل أثناء جلوسهما على مقهى "ليالي زمان"، مساء أمس الأول، بشارع الفحامين بمنطقة كرداسة.
يقول "محمد" لـ"الوطن": "المتهم والمجني عليهما من العرب من قبيلة واحدة.. اللي حصل أن أحنا من يومين كنا قاعدين على قهوة والد المجني عليه سيد، وكانت الساعة 9 بالليل.. وحضر واحد من أقاربه واسمه كريم وكانوا بيتكلموا مع بعض بصوت منخفض، وفجأة صوت الاتنين بقي عالي.. وسيد ضرب كريم بالقلم، والناس تدخلت والموضوع خلص.. ومفيش نص ساعة وكريم جه وكان معاه بندقية آلي.. وضرب النار على سيد وطلقة واحدة استقرت في بطنه قتلته على طول، وكمان مات واحد تاني كان قاعد بالصدفة".
يواصل الشاهد حديثه، قائلًا: "الناس كلها كانت خايفة لأن المتهم كان بيضرب بطريقة عشوائية، وبعدين هرب، واحنا اتصالنا بالشرطة، وحضرت والإسعاف كمان بس كان الاتنين ماتوا.. وعرفنا من المباحث وصاحب القهوة أن في خلافات مالية بين المتهم اللي ضرب ابنه بالنار وبين ابنه.. ومن ساعتها وفي مباحث فى المنطقة علشان ميحصلش اشتباكات تاني".
سادت حالة من الهدوء الحذر، وأُغلقت المقهى التي شهدت الجريمة بعد تلك الواقعة، سكان ورواد المنطقة يتعاملون بحذر شديد، أيضًا هناك خدمات أمنية لمتابعة الحالة الأمنية لمنع تجدد الاشتباكات مرة أخرى بين عائلة المتهم وعائلة المجني عليه.
كشفت تحريات وتحقيقات الأجهزة الأمنية والقضائية، في واقعة مقتل عاملين برصاص عاطل بعدما أطلق عليهما الرصاص، أمام مقهى بمنطقة كرداسة، أن المتهم المنسوب إليه تهمة القتل العمد وحيازة سلاح ناري بدون ترخيص، نشبت بينه وبين نجل صاحب المقهى مشاجرة بسبب خلافات مالية بينهما، وتوجه المتهم إلى المنزل وأحضر بندقية آلية، وأطلق الرصاص على المجني عليه فأصيب بطلق ناري في البطن ولفظ أنفاسه الأخيرة في الحال، وقُتل شاب آخر تصادف جلوسه على المقهى أثناء إطلاق المتهم الرصاص.
وأوضحت تحريات وتحقيقات المباحث، التي جرت تحت إشراف اللواء رضا العمدة، مدير الإدارة العامة للمباحث، واللواء محمد عبدالتواب نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، أنه عقب تلقي أجهزة الأمن بلاغًا بتفاصيل الواقعة، انتقلت قوة أمنية تحت قيادة العميد عاصم أبوالخير، رئيس المباحث الجنائية لقطاع أكتوبر، والعقيد محمد عبدالشكور مفتش مباحث شمال أكتوبر، والمقدم إسلام سمير رئيس مباحث كرداسة، إلى مكان الواقعة، وفرضت القوات كردونًا أمنًيا وحرزت فوارغ الطلقات وتم نقل المتوفين إلى المستشفى.
وانطلقت مأمورية وتتبعت خط هروب المتهم، والأماكن التي يتردد عليها لضبطه وإحضاره لتنفيذ قرار النيابة العامة.
وتم التحفظ عليه، وأمر اللواء دكتور مصطفى شحاتة مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، بإخطار المستشار المحامى العام الأول لنيابات كرداسة ومركز إمبابة، وانتقلت النيابة إلى مكان الواقعة، وناظرت جثث الضحايا، وقررت عرضهم علي المشرحة لبيان أسباب الوفاة، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، ولا تزال التحقيقات مستمرة.