"سيل من الانتقادات".. تعرف على سبب الخلاف الدائم بين "سيشنز" وترامب
وزير العدل الأمريكي جيف سيشنز
"استقالة متوقعة".. هكذا وصف الرأي العام الأوروبي، إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عبر "تويتر"، استقالة وزير العدل الأمريكي جيف سيشنز، بعد أن كتب "نشكر وزير العدل على خدماته، ونتمنى له التوفيق".
فمنذ الوهلة الأولى التي تولى سيشنز، منصبه كوزير للعدل الأمريكي، ودائما ما تواجه قراراته وآراءه باعتراض من قبل الرئيس الأمريكي، وكان آخرها في سبتمبر الماضي، عندما قال ترامب: "إنه لا يوجد لدي وزير عدل"، خلال لقائه مع قناة "هيل تي في" اعتراضًا منه على قرار سيشنز بالتنحي من التحقيق بشأن التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016.
لم يكن النقد الوحيد الذي وجهه ترامب خلال اللقاء التليفزيوني لوزير العدل الأمريكي، بل أنه أعلن عدم رضائه عن تعامل "سيشنز" مع قضايا الهجرة.
وفي لقاء مع "فوكس نيوز"، أعلن ترامب، أن "عينت وزيرًا للعدل لم يتمكن من السيطرة أبدا على وزارته، الجميع يرون ما يحدث في وزارة العدل، أصبحت الآن أضع كلمة العدل بين قوسين".
تصريح ترامب لـ"فوكس نيوز"، واجهه وزير العدل الأمريكي، بأن الوزارة نزيهة وأن بوجوده في منصبه لن تتأثر أفعال الوزارة بالاعتبارات السياسية، فرد عليه الرئيس الأمريكي في تغريدة قال فيها: "رائع يا جيف، هذا ما كان يرغب فيه الجميع، لذلك انظر في كل نواحي الفساد في الجانب الآخر مثل البريد الإلكتروني المحذوف، كذبات جيمس كومي، منظمة كلينتون، وغيرها.. افتح الملفات.. هيا يا جيف، يمكنك أن تفعل ذلك، البلد تنتظر".
الخلافات بين ترامب ووزير العدل الأمريكي، لم تتفاقم بين ليلة وضحاها، بل سبق ذلك وتحديدًا في مايو الماضي، أن شن ترامب هجوما على "سيشنز"، بعد أن طلب الأخير النأي بنفسه عن التحقيقات بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن ترامب طلب من سيشنز في مارس إعادة النظر في قراره، وأن الرئيس أبلغ مساعديه أنه يريد تعيين شخص موالٍ له للإشراف على التحقيقات، وأضافت الصحيفة في ذلك الوقت، أن سيشنز رفض الاستجابة للطلب، الأمر الذي دفع ترامب لكتابة تغريدة، قال فيها: "أتمنى لو أني اخترت غيره".
وفي مطلع هذا العام وتحديدًا في فبراير، كتب ترامب على "تويتر" بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية عام 2016، متسائلاً: "إذا حصل كل هذا التدخل الروسي خلال إدارة أوباما فلماذا لا تخضع جرائم الديمقراطيين للتحقيق؟ اسألوا جيف سيشنز".
أما في عام 2017 وهو العام الذي تولى فيه "سيشنز" منصبة كوزير للعدل، فشهد عدة انتقادات لاذعة من ترامب، جميعها كانت تنبأ بما حدث أمس، بعد أن كتب الأخير أولى تدويناته قائلًا فيها "موقف وزير العدل جيف سيشنز حيال جرائم هيلاري كلينتون ضعيف جدًا، أين هي الرسائل الإلكترونية، وملاحقة مسربي المعلومات الاستخباراتية".
وفي تدوينه أخرى بهذا الشأن كتب، إنه "نادم على اختيار سيشنز وزيرا للعدل.. وزير العدل محاصر بالمشكلات".