"فن الموز" الفائز في ملتقى الكويت.. مبادرة صعيدية يحول أشجاره إلى شُنط
منتجات من الموز
فازت مبادرة "فن الموز Banana Art"، أمس، التي انطلقت من صعيد مصر وبالتحديد من محافظة سوهاج، في ملتقى مبادرات الشباب التطوعية والإنسانية بالكويت في دورته الثالثة، وهو إحدى مبادرات هيئة الملتقى الإعلامي العربي، وهي هيئة إعلامية مستقلة، وعضو مراقب في اللجنة الدائمة للإعلام ومجلس وزراء الإعلام العرب بجامعة الدول العربية.
بدأت فكرة "فن الموز"، يناير الماضي، بعد أن شعر 4 من أبناء محافظة سوهاج بتفاقم مشكلة مخلفات الزراعة في مسقط رأسهم، وخصوصا ما تسببه أشجار الموز بعد قطعها من تلويث الهواء إذا قام الفلاح بحرقها أو سد الترع والنيل عندما يقوم البعض بإلقائها فيه، وحيث أن سوهاج تعتبر من مواطن الموز الأساسية بواقع 3000 فدان أي أكثر من 56 ألف طن مخلفات، فكان ذلك سبب كافي كي يبدأ محمد يسري ورفاقه البحث عبر الإنترنت عن استخدامات لشجر الموز.
آية عبد الله، العضو المؤسس في المبادرة، تبلغ من العمر 25 عامًا وتعمل في مجال الاتصالات، شعرت بالمعاناة حول عدم الاستفادة من أشجار الموز، وسئمت من تعثرها بالسيقان في الطرقات أو في النيل، أو تعثرها بالدخان الناجم عن حرقها إذا أرادت أن تتنفس بعض الهواء النقي، فبدأت مسيرة البحث مع رفاقها حتى استقر الأمر على استخدامها كسماد عضوي بعد التواصل مع عضو هيئة تدريس بجامعة أسيوط كخبير أكاديمي.
ومع مزيد من البحث في أوراق بحثية حول العالم، نجح الأصدقاء الأربع في التوصل لمعلومات عن تحويل ساق الموز إلى ألياف متينة، ولكن باستخدام ماكينة وصل سعر استيرادها إلى 80 ألف جنيه، وهو ما يشكل عائقا ماديا لشباب في بداية حياتهم، فاستعاضوا عنها بماكينة أخرى محلية الصنع قام أحد الشباب بتصنيعها بنفسه، وبذلك تمكنوا من إنتاج أحبال من الموز، عرض عليهم مُشتري صيني شراؤها مقابل 60 جنيها للكيلو، لتواجههم مشكلة زيادة الإنتاج بما يسمح بالقدرة على تعويض تكلفة الشحن للتصدير.
تخلى أبناء الصعيد عن تصدير الأحبال، ولما تتسم به من متانة وبعمل اختبارات التلوين وتحمل الشمس والحرارة، انتجوا منتجات صعيدية وفرعونية مثل "أطباق العيش ومقطف الزراعة ومفروشات"، ثم تطور الأمر بدمج الجلود الطبيعية مع ألياف الموز، وبتصميمات عصرية وتراثية أنتج الشباب حقائب متفردة الشكل، يسعى كل من يرى أحد منتجاتهم إلى اقتنائها إذا ما استطاعوا التغلب على عائق التسويق وتمكنوا من الوصول بمنتجهم إليه.
الآن وبعد 8 شهور من بداية المبادرة، وصل عدد العاملين في ورش "الموز الجلد" إلى 13 فتاة في أعمال استخراج الألياف والمعالجة والتقفيل النهائي، بالإضافة إلى 70 يعملن على غزل الألياف على الأنوال، كما وفرت المبادرة فرصة عمل لما يزيد عن 120 شابا بصفة مؤقتة في أعمال جمع مخلفات زراعة الموز، كل هذه الفرص في مركز السلام فقط.
ويأمل الشباب في مزيد من التوسع وإتاحة مزيد من فرص العمل إذا انتشرت الفكرة في باقي أنحاء محافظة سوهاج ثم مصر والوطن العربي كله.