وفاة «كلاشينكوف» الذى تسبب فى وفاة 100 مليون شخص
يستيقظ فى الصباح، ينظر من شرفة غرفته المطلة على حديقة منزله، يستمتع برؤية الزهور التى غرسها بيده، والتى اعتاد أن يلتقط صوره التذكارية فى منتصفها، دقائق ويطرق الخادم الباب، ويقول: «الفطور جاهز يا سيدى»، يهز رأسه ويشير له بالمغادرة، ويذهب إلى المائدة الملقى على أطرافها مجموعة صحف، يطالع صفحاتها الأولى التى اعتادت أن تبرز سلاحه، إما فى صفقة لمصنع «إيجماش» مع شركة أمن، أو حفل إصدار نسخة جديدة من ذات السلاح، يقرأ نبأ عن مقتل أبرياء فى حادث إرهابى استخدمت فيه بندقية «كلاشينكوف»، يقبض على أصابعه ويقول فى حنق: «يا أوغاد لم أصممه من أجل فظاعاتكم».
بعد برهة من الوقت، تأتيه دعوة لحضور حفل تكريمه فى أحد المعارض الخاصة ببندقيته «كلاشينكوف»، يقوم مسرعاً ومتأهباً لحضور الحفل وتقديم الاعتذار، يصل إلى المعرض وذهنه مشغول بصياغة الاعتذار الذى تأخر 6 عقود، قُتل خلالها 100 مليون شخص، بسبب اختراعه.
ميخائيل تيموفيفيتش كلاشينكوف، عسكرى ومخترع روسى، عرفه العالم من خلال سلاحه الرشاش الذى حمل اسمه، ولد فى 10 نوفمبر لأسرة فقيرة وبدأ حياته المهنية فنياً فى محطة للقطارات فى كازاخستان، تعلم الميكانيكا ثم انضم للجيش فى عام 1938، وعمل فى وظيفة تقنى لدبابة هجومية، واخترع، وهو ابن عشرين عاماً، تجهيزات لاقت استحسانا من قياداته.
94 عاماً هو عمره الذى انتهى، وظل خلاله يطور سلاحه الهجومى، حتى جعل بندقيته الأسرع والأرخص والأكثر متانة، لكنه عجز عن إيقاف نيرانها صوب الأبرياء، توفى «كلاشينكوف» ليطوى كبرى صفحات صناعة الأسلحة.