بريد الوطن| الذين بعدوا عن الشر وغنوا له
حملة مرورية لسحب التوك توك من الشوارع
من منا لم يضع أهله فى أساسات بنائه الفكرى تلك المقولة الجبانة «ابعد عن الشر وغنى له»، والتى ندفع ضريبتها الآن من دمنا وأمننا وأرواحنا، وكل ذلك لأننا لم نواجه الشر وبعدنا عنه وغنينا ورقصنا له على «واحدة ونص، أنا وأنت يا جدع»، حتى تمكن من مفاصل مجتمعنا وباتت أشباحه تطاردنا فى كل مكان.. بعدنا عن شر الموظف المرتشى، فباتت الرشوة أمراً طبيعياً لا يخجل منه الراشى ولا المرتشى، وكمان دلعناها وسميناها «شاى».. بعدنا عن شر أصحاب التكاتك حتى باتت أخطر علينا من الإرهاب نفسه لما تسببه من حوادث فهى مصابة بالحول لا تسير سوى عكس الاتجاه، ولأصحابها فيها مآرب أخرى، كالخطف والسرقة والاغتصاب.. بعدنا عن شر سينما البلطجة، فباتت البلطجة أسلوب حياة وخلقت لنا كائنات مشوهة فكرياً وتفرعت شجرتها لبلطجة عضلية وفكرية وإعلامية.. بعدنا عن شر الذين يلقون القاذورات فى شوارعنا فتحولت من شوارع بها أكوام زبالة لأكوام زبالة تتخللها شوارع.. بعدنا عن شر التحرش اللفظى فكبر وبقى يمد إيده وتحول لتحرش جسدى، بل بات التحرش فرض واجب على كل «نطع» بالغ تجاه أى أنثى حتى ولو لسه بترضع، أما الأنثى فعليها أن تدفع ضريبة أنها أنثى وتتألم فى صمت حتى لا تعكر صفو المتحرشين.
مصطفى سيد عبدالسلام
الدلاتون - منوفية
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com