أسرة كاملة تحلم بـ«كشك» للعيش من رزقه
الابن القعيد
فقد الأب الحركة قبل 25 عاماً ولحقه ولده، 15 عاماً، أرغمهما المرض على استخدام كرسى متحرك، للوقوف به أمام مجلس مدينة قريتهم، والمطالبة بكشك يعيشان منه، تقدما بطلب مرة واثنتين وثلاثاً وأرسلا فاكساً لمجلس الوزراء.
الأب والابن قعيدان.. والأم: «محدش بيسأل فينا»
محاولات لم تنقطع للحصول على عمل باءت جميعها بالفشل.
اضطرت الأم «عايدة» لاستئجار كشك لبيع الخضار حتى تدبر مصاريف علاجهما، تذهب إلى البلد المجاور لشراء البضاعة، ثم تساعدهما فى الحركة والطعام وكل شىء، وفى النهاية تجلس باكية بجوارهما من شدة التعب، وكثرة الديون التى تراكمت بسبب غلاء الإيجار، ونفقات الأدوية التى وصلت لـ10 آلاف جنيه.
يجلس عم أحمد، وولده علاء، يشكوان الألم وسوء الحظ وقلة الحيلة وجفاء قلوب المسئولين فى قريتهم صان الحجر بالشرقية: «بعتنا فاكسات وشكاوى ومحدش سأل فينا، مش محتاجين أكتر من كشك بس»، تقولها الأم التى تروى قصة إصابة زوجها بالسكر، واضطر لبتر أصابع قدمه، ثم تطور الأمر لفقدان الحركة، بعد أن كان يعمل صياداً.
حيرة وحزن يحاصرانها حزناً على زوجها وولدها، الذى أجرى 3 عمليات، تكلف الأولى 26 ألفاً جمعتها من أيادى أهل الخير، والثانية والثالثة 15 ألفاً لكل منهما بنفس الطريقة، تشكو حالها وثقل الحمل فوق أكتافها، متمنية أن يتم الاستجابة لطلبها وتسلمها «كشك» بدلاً من دفع 300 جنيه إيجاراً، فضلاً عن فواتير المياه والكهرباء: «جوزى بياخد معاش 410 جنيه، ما بيكفيش تمن الشاش لجروحه».
يحكى الزوج أحمد باشا أن الموظفين فى المجلس المحلى أهملوا طلبه، وضيّعوا أوراقه، وحين رفع شكوى ضدهم تحدّوه: «قالولى امشى من هنا، ملكش حاجة عندنا، ومحدّش فيهم قدّر ظروفى ومرضى»، مؤكداً أن ولده، الذى كان ينتظر الاعتماد عليه فى كبره، أصبح قعيداً مثله.