الأعياد والمناسبات: قبل «السوشيال ميديا».. احتفالات جماعية وهدايا.. وحكاوى لحد الفجر
اللمة والموائد الجماعية أبرز احتفالات شهر رمضان «صورة أرشيفية»
رسالة مقتضبة جاءته على هاتفه المحمول تهنئه بالمولد النبوى الشريف، جعلته يعود بذاكرته إلى أيام زمان، أيام كان يستقبل المناسبات الدينية والأعياد ممسكاً بـ«دليل التليفون» ليتصل بكل فرد من أفراد عائلته على حدة، يهنئهم ويفرح لسماع أصواتهم، ثم يقوم فى يوم المناسبة نفسه بتبادل الزيارات معهم. بفعل موقع «الفيس بوك» تغير عبدالمجيد على كثيراً، أصبح قليل الحركة، الود العائلى بينه وبين أقاربه وأهله اقتصر على «رسالة معلبة»، كالتى استقبلها منذ قليل تهنئةً بذكرى المولد النبوى: «مش هنكر إن الفيس بوك غير معاملتى مع أقاربى فى المناسبات بشكل وحش، فى الأول كنت بجيب نوتة التليفونات وأتصل بكل الأحباب والأقارب، دلوقتى هى رسالة جاهزة ببعتها للكل».
يتحسر «عبدالمجيد» على أيام زمان: «كنا بنسمع صوت بعض، بنقعد نحكى بالساعات، نقابل بعض ونعرف كل التفاصيل الخاصة بكل واحد فينا». يتذكر حين كانت الأسرة تخرج فى أول أيام العيد وتقضى اليوم كله فى زيارات عدة للأقارب.
يحكى محمد سيد، 28 عاماً، كاشير فى مطعم، عن طريقة تعامله مع المناسبات، واستعداده لها: «عندنا مناسبات دينية كتير، رمضان وعيد الفطر وعيد الأضحى ورأس السنة الهجرية والمولد النبوى وعاشوراء وغيرها، وكل مناسبة كان ليها طريقة للاحتفال بيها غير طريقة الرسايل الجاهزة اللى إحنا بنعملها دلوقتى». توثيق هذه الأيام، كان إما بالحكى المستمر عنها كذكريات، أو بعض الصور التى تلتقط ويحتفظ بها فى ألبوم لدى صاحب المناسبة، سواء كان فرحاً أو عيد ميلاد أو مناسبة: «أفتكر مثلاً فى عيد شم النسيم إننا كنا بنتلم ونلون بيض وناكل رنجة وفسيخ مع بعض»، يحكى محمود فتحى، 25 عاماً، مترجم، والذى يشكو كثيراً من الرسائل المعلبة فى التهنئات الخاصة، ولذا يحرص على زيارة أقاربه والاتصال بهم هاتفياً فى المناسبات، ويجبر أحياناً أصحابه القدامى على الخروج فى مناسبات مختلفة سوياً: «ولما الدنيا بتظبط ونقابل حبايبنا وقرايبنا نلاقى كل واحد فى القعدة ماسك التليفون، يا بيتكلم على فيس بوك، يا بيرفع صور على إنستجرام وشكراً».