«اتحاد الكتّاب باليمن»: مقرنا الرئيسى تحوّل لـ«ثكنة عسكرية».. ثم قُصف بالطيران
الدكتور مبارك سالمين، رئيس اتحاد الكتّاب باليمن
أعرب الدكتور مبارك سالمين، رئيس اتحاد الكتّاب باليمن، عن أسفه لما تمر به بلاده من حروب وصراعات أدت إلى تدمير الحياة الثقافية، وشيوع حالة من الفوضى وغياب الأمن بالشوارع. كما تحدّث «سالمين» عن تحوُّل مؤسسات الثقافة باليمن إلى ثكنات عسكرية، قبل تعرُّضها للتدمير على أيدى المتطرفين.. وإلى نص الحوار:
فى ظل الحرب الدائرة باليمن، ما وضع اتحاد الكتّاب فى هذه الظروف؟
- لدينا أكثر من 11 فرعاً منتشرة فى اليمن، لكن الحرب أكلت الأخضر واليابس، ولم يعد بإمكان هذه الفروع أن تنشط، أو تقدم شيئاً ثقافياً بالمعنى العام، لأن البلاد تبحث عن الحنطة وعن الماء وعن متطلبات الحياة الضرورية الرئيسية، وهناك مدن بعينها مثل عدن وصنعاء وتعز أيضاً لديها بعض الأنشطة الثقافية المختلفة وفى حدود الإمكانيات المتوفرة، ورغم أن اليمن كله فى حالة حرب إلا أن هذه الأماكن هى الأكثر هدوءاً، واليمنيون لديهم إصرار على ألا يتركوا الثقافة نهائياً، لذلك تقام هذه الفعاليات على قدر المتاح.
«سالمين»: اليمنيون مصرّون على عدم ترك الثقافة نهائياً
هل يوجد حضور معقول لهذه الفعاليات؟
- تنعقد أمسية أحياناً ويكون الحضور محدوداً للغاية، حيث يجرى خارج أبواب المكان عمليات قنص واغتيالات بالشوارع، وبدأت تتشكل فى جامعة عدن بعض جماعات مختصة بالسرد، وبعض المنتديات الثقافية الأهلية.
كيف أثرت الحرب على المقر الرئيسى للاتحاد. هل ما زال موجوداً بحالة جيدة؟
- قبل الحرب كانت الدولة تمنحنا تمويلاً، وكان لدينا فندق جميل على البحر كاستثمار يسهم فى تغطية النفقات كالطباعة والسفر، ومنح علاجية ومساعدات للأسر التى رحل عائلها، المقر الرئيسى كان فى عدن، لكنه تحول إلى ثكنة عسكرية وضُرب بالطيران، ولدينا مقر للأمانة العامة أيضاً فى صنعاء، لكن لم يعد لدينا القدرة حتى على صرف مرتبات الموظفين، والمبنى ليس مغلقاً بشكل كامل، بل يُستخدم للمقيل لبعض الشباب القريبين منه، والقادرين على التنقل، يأخذون فيه «القات»، كما قامت بعض التيارات المتطرفة بالسطو على بعض المقرات مثل مقراتنا فى حضرموت، وفى تعز، وفى إب، وما زلنا ننشط فى إطار التقاضى ونقدم هؤلاء الذين يمارسون السطو على منشآت الاتحاد إلى المحاكم.
وماذا عن وزارة الثقافة؟
- موجودة، ولديها منشأة رمزية مؤقتة فى عدن، وكان لدينا مشروع نشر 100 كتاب بالتنسيق مع الاتحاد، وشرعنا فى طباعة 10 عناوين، وما زلنا نحاول استكمال المشروع.
وهل تعمل المؤسسات التعليمية حالياً؟
- فى 2015 عملت جامعة عدن لفصل دراسى واحد فقط، وجامعة تعز أُغلقت، فالشوارع كانت مليئة بالرصاص، والحياة كانت متعذرة. وفى 2016 تم تحرير جامعة عدن من قبضة الحوثيين، ودرّسنا وقتها 3 فصول متتالية بدون إجازة. مؤخراً الدراسة أصبحت شبه منتظمة فى عدن، وبعض الأماكن فى جامعة تعز، واستقرت الدراسة فى جامعة إب لأنها واقعة فى وسط اليمن، والمدارس تعمل لولا إضراب المدرسين الذين لا يحصلون على مرتباتهم.
وماذا عن المواطن اليمنى غير المهتم بالسياسة؟
- يعترض اعتراضاً صامتاً خوفاً من آلة القصف التى تستخدمها الميليشيات.