جدران وواجهات العقارات المنهارة قاتل جديد ينتظر أهالي الإسكندرية
جدران وواجهات العقارات المنهارة قاتل جديد ينتظر أهالي الإسكندرية
مع بدء موسم الشتاء في الإسكندرية، يدق ناقوس الخطر علي المارة والسيارات بالطريق العام، مساء أمس الأول، بسبب تهشم وتساقط الكتل الخرسانية من وجهات العقارات، مما تعالت صرخات الأهالي بإرسال استغاثات لرؤساء أحياء وسط وشرق والمنتزه، مما أسفر عن إصابة العديد من المواطنين أثناء مرورهم من أسفل العقارات المتهشمة بسبب تغيرات العوامل الجوية، حيث سبق انهيار عدد من شرف العقارات بوسط وشرق المحافظة.
قال إبراهيم عبدالحميد، أحد المارة بطريق الكورنيش، إن العقارات الكورنيش منهارة ومتهالكة تماماً، بسبب العوامل الجوية وذلك لقربها من سواحل البحر المتوسط، فملوحة مياه البحر والرذاذ تؤثر علي المباني، بالإضافة إلي أن وواجهاتها تتمايل في الهواء، مما يؤدي إلي انهيار الوجهات بصفة مستمرة وتحديدًا مع بداية فصل الشتاء، موضحًا بأن الرياح والأمطار تساعد علي سقوط اجزاء كبيرة من الكتل الخرسانية ومن الممكن أن تتساقط علي أحد من المارة أو السيارات بالطريق العام.
وأضاف "عبدالحميد"، لـ"الوطن"، أن أغلبية الوحدات السكنية المنهارة بطريق الكورنيش خالية من السكان، وذلك بسبب تدهور حالة العقار، مما أدي إلي فرار ملاكها، مطالبًا من رؤساء الأحياء بعمل كشف لحصر العقارات المنهارة جزئيًا، لصدور قرارات ترميم أو هدم للحفاظ علي أرواح المارة بالطريق العام.
وأكد، مع بداية أول نوه شهادتها المحافظة سقطت بعض الكتل الخرسانية من عمارة الريحاني و لا بوار، بمنطقة كامب شيزار، التابعة لحي وسط، علي المارة بالطريق العام، مؤكدًا بأن وجهتهما مليئة بالتصدعات والشروخات، ويخشى المارة من المرور من أسفل العقارين لتخوفهم من الموت تحت الأنقاض، موضحًا بأن عمال الكافتيريات تؤكد علي رودها بالجلوس في الداخل خوفًا من تعرضهم لأي إصابات.
"إحنا بنواجه أكبر ضرر الآن، عقارات طريق الكورنيش قنبلة موقوتة، بنشوف الموت بعنينا والكتل الخرسانية تتساقط أمامنا وللأسف المسئولين مش عاوزين يتحملوا المسئولية ويخدوا قرار غير لما يحدث مصيبة، ونشاهد أصابات كثيرة من المواطنين"، هكذا قال أحمد سعيد، أحد سكان عقارات طريق الكورنيش.
وأضاف أنه يوجد عقار بجوار منزلة خالي من السكان في منطقة أسبورتنج، وسقطت به بعض شرف العقار ولم يصدر له قرار بالهدم أو الترميم لعدم تواجد ملاك العقار، مؤكدًا عند ظهور أول نوه للشتاء ممكن أن يحدث انهيار للجزء الأمامي كاملًا، مما يؤدي إلي كارثة حقيقية في أقرب وقت تسفر عن سقوط الكثير من الضحايا.
قال مصطفي جمعة الطلخاوي، عضو مجلس النواب، إنه لابد من تطور القانون وتغطية الثغرة القانونية لكي نعطي لرؤساء الأحياء صلاحيات بصدور قرارات ترميم أو إزالة الأجزاء الخطرة للعقارات التي لم يعثر علي أصحابها وذلك للحفاظ علي المارة، مؤكدًا بأنه إذا أتاح مشروع أو مسودة للقانون لدي رؤساء الأحياء، لابد من تقديمها للنواب لعرضها في المجلس، وذلك لدراسة رؤساء الأحياء بجميع ثغرات القوانين بالأحياء.
ومن جانبه قال الدكتور محمد البغدادي، معاون رئيس حي وسط، لـ"الوطن"، إن الحي من صلاحية إزالة الأجزاء التي تشكل خطورة داهمه علي حياه المارة بالطريق العام وذلك علي مسئوليته الخاصة عن طريق مقاول الحي، موضحًا باستخدام السقالات أو الأوناش علي وجهات العقار، مؤكدًا بأنه يوجد حصر للعقارات بطريق الكورنيش بالإضافة إلي المتابعة الدائمة لملاحظة في حالة تشكيل خطورة بيتم الإزالة فورًا وذلك للحفاظ علي أرواح المارة بالطريق العام.
وقال مصدر مسئول بمحافظة الإسكندرية، إن عقارات الكورنيش هي ملكية خاصة لمالكيها، وليس من حق أي شخص أن يتصرف بها سواء بالهدم أو الإزالة إلا بعد موافقة مالكها وهذا بنص القانون والدستور، مشيراً إلي أن أجهزة المحافظة لا تتعامل في تلك العقارات إلا إذا أصبح بها ما يهدد حياة المارة، كإنهيار جزء منها، فيتم إزالة الجزء المتهالك وعمل حواجز حديدية حول العقار لحماية المارة.
وأضاف "المصدر"، لـ"الوطن"، أنه في حالة تقديم أي بلاغ ضد العقارات المطلة علي طريق الكورنيش، مؤكدًا بأن الاجهزة المعنية تقوم بإنذار مالك العقار، وفي حالة عدم تحركه لحل المشكلة، يتم تحرير محضر ضده، بالإضافة إلي إخطار المحكمة لصدور حكم قضائي للتمكن من إزالة العقار المبلغ عنه، موضحًا بأنه لابد من تشريع قانون يعطي لرؤساء الأحياء صلاحيات ترميم أو هدم العقارات التي لم يعثر علي أصحابها من أجل الحفاظ علي حماية المواطنين المارة.