"صناع الكتب": مواقع إتاحة الأعمال صوتيا لصالح الثقافة والمؤلف والقارئ
الروائى عمرو الجندي
إتاحة الأعمال المكتوبة على التطبيقات الصوتية، قبل النشر الورقي، تحول جديد بدأ يلجأ إليه عدد من الكُتاب ودور النشر، ولعل أحدثها الروائي عمرو الجندي، الذي قال إنه سيطرح خلال الأيام المقبلة روايته الجديدة "الآلة"، على تطبيق "اقرأ لي" قبل طباعتها ورقيا، قبل صدورها ورقيا فى ديسمبر المقبل.
وأوضح أن الذى شجعه على الإقبال على هذه التطبيقات، كونها فرصة لتغطية جمهور أكبر من القراء، ليس داخل مصر فقط، ولكن فى الدول العربية، وتصل كذلك إلى الجاليات العربية المقيمة فى الدول الأجنبية التي قد لا تصلها الكتب المطبوعة بسهولة.
وأضاف "الجندى"، لـ"الوطن": "كما لا ننسى فئة مهمة جدا من القراء وهم المكفوفون، بخلاف القراء الذين يشتكون من ضيق الوقت، وقد تعجب الرواية المسموعة المستمع فيتوجه لشراء العمل المطبوع الورقي، خصوصًا أن الاشتراك في هذه المواقع لا يتجاوز 2 دولار، ولذلك يشترك مثلًا فى التطبيق ما يقارب من 2 مليون شخص مشترك، أغلبهم من الدول العربية، فالتسويق شيء مهم للعمل المكتوب".
وكانت دار "الشروق" أيضا قد سبقت "الجندى" إلى التجربة، حيث تعاقدت مؤخرًا مع التطبيق، "اقرأ لي" وقدمت رواية "فردقان/ اعتقال الشيخ الرئيس"، وقُدمت صوتيا عبر التطبيق لأول مرة فى الوطن العربي، قبل نشرها ورقيا، حيث اعتادت دور النشر على تقديم المطبوعات بعد نشرها ورقيا عبر مثل هذه المواقع.
وعن التجربة، تحدثت "الوطن" إلى أحمد بدير، مدير عام دار الشروق، الصادرة عنها الرواية، والذى أكد أن الإتاحة الصوتية للأعمال المطبوعة على التطبيق لصالح العمل المكتوب، حيث إن هذه التطبيقات لديها القدرة على جذب قراء جدد، موضحًا أن الدار لم تتخوف من تأثير نشر الكتاب صوتيا قبل طباعته تأثير سلبيًا على النشر الورقي، كون دار النشر في الأصل ليست بائع كتب ورقية، وتسعى الدار لتجريب أحدث الوسائل للوصول إلى القارئ المستهدف، كما أن الدكتور يوسف زيدان راجع الرواية على التطبيق، وكانت لديه بعض التعديلات وتم عملها.
وتابع بدير، "الدار تراجع التطبيق باستمرار، طبقا لشروط التعاقد، وهذه التجربة فى العموم هي لخدمة القراء، كما أن إصدار الرواية صوتيا على التطبيق أوضح للدار مدى إقبال القارئ على الرواية وانتظارهم لها، ومهدت لطرح الكتاب الورقي، أى أنها تجربة ناجحة، وتصدرت الرواية الأعلى سماعا على "اقرأ لي" مؤخرًا، بعد أسبوعين من طرحها على التطبيق.
من جانبه علق الكاتب عمرو العادلي أن التجربة لصالح المؤلف والعمل المنشور، كونها إضافة وسيلة جديدة لتوصيل الكتاب، وليست منافسة للنشر الورقي، بل ربما تلائم بعض القراء، للاستماع إلى الكتاب أثناء قيادة السيارة، أو في المواصلات العامة، أي الخدمة تكون متاحة بالنسبة لظروفهم أكثر من الكتاب الورقي، خصوصًا أن كثيرين لديهم شكوى من ضيق الوقت الفائض الذى يمكن تخصيصه للقراءة، كما أن هذه الطريقة تعتبر أيسر من القراءة الورقية أو حتى pdf.
وأضاف "العادلى"، لـ"الوطن"، "إتاحة الكتاب مسموعًا هو في صالح الكاتب، ولا أقصد ماديا، وأتمنى أن تكون أعمالي متاحة على مثل هذه التطبيقات، كونه يتم من خلال الناشر، فالخدمة ميزة أيضا للناشر من جهة انخفاض تكليفها قياسا لتكاليف الإصدارات الورقية، لكنها مازالت في مرحلة البدايات".