عمال تركوا الصنعة وهاجروا لجمهورية "التوكتوك".. خبراء يناقشون الأزمة
التوكتوك
مركبات صغيرة تسير بين السيارات يقودها عادة أطفال أو أشخاص غير مؤهلين نظرًا لعدم ترخيصها رغم تجاوز عددها في مصر لـ3 ملايين مركبة، وكانت مسرحًا لارتكاب عدد كبير من الجرائم الجنائية بين القتل والسرقة والاغتصاب والخطف.
حتى اشتكى الرئيس السيسي من الـ"توكتوك" خلال حديث له في النسخة الثانية من منتدى شباب العالم قائلًا: "الناس لازم تمشي، ماهو التوكتوك عمل مشكلة كبيرة في بلدنا، بقى الناس تتحرك 100 متر جوة المدينة والحي بالتوكتوك، الناس مش بتمشي".
إنها جمهورية "التوكتوك" والتي خصص لها الإعلامي وائل الإبراشي في برنامج "كل يوم" المذاع عبر فضائية "ON E"فقرة للحديث عن هذا العالم من مختلف الجوانب.
عمال تركوا مهنهم وذهبوا للتوكتوك من أجل لقمة العيش
إسلام سعيد، نجار، ترك النجارة ليعمل سائق على مركبة "توك توك"، مؤكدًا أن وقف الحال هو السبب وراء لجوئه لهذه المهنة حتى يتمكن من تحصيل قوت يومه والإنفاق على أسرته.
رامي محمود، سمكري، قال أنه ترك مهنة السمكرة وركب الـ"توك توك" بسبب عدم استقرار عمله في الصنعة، وأنه عليه التزامات وإيجار شقة ومصاريف طفلين ولجأ للـ"توك توك" لهذا السبب.
خلاف بين نائبين برلمانيين حول التوكتوك
المهندس حمدي الحسيني وكيل لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، نفى وجود ركود في سوق المعمار أدى إلى هروب الصنايعية لمهنة سائق الـ"توك توك"، مؤكدًا ان حركة البناء زادت في مصر بعد ثورة يناير بشكل كبير خاصة البناء العشوائي مما وفر فرص عمل كثيرة للصنايعية والعمال وأنه شخصيًا يبحث عن النجارين ولا يجدهم وتصل يومية العامل لديه أكثر من 500 جنيه يوميًا.
وأكد الحسيني أن حجة عدم وجود عمل للصناعية بانها حجج واهية، وأن المواطنين يقفوا بالطوابير على الصنايعية في مختلف المهن.
وأشار الحسيني إلى أنه نادى مرارًا بالسماح بترخيص الـ"توك توك" وعدم إهدار هذا الدخل على الدولة، مشيرًا إلى أن المسؤولين ساوا بين الـ"توك توك" والسيارة ربع النقل في مصاريف الترخيص والتي وصلت لـ7 آلاف جنيه مما يجعل أصحاب "التكاتك" يعزفوا عن الترخيص، مؤكدًا أن الـ"توك توك" أصبح وسيلة للخطف والسرقة والقتل والإرهاب.
أما اللواء عماد محروس عضو لجنة النقل بمجلس النواب فأكد وقوع انفلات في سوق العقارات والمباني المخالفة بعد ثورة يناير، مشيرًا إلى أن ذلك تسبب في دخول عمال جدد لسوق "الصنايعية".
وتابع: "احنا بنعاقب الناس دي على مهنة الدولة هي اللي وفرتها ليهم وقالت لهم اشتغلوها"، متسائلًا عمن سمح بدخول التوكتوك إلى مصر ومؤكدًا أن هؤلاء العمال تركوا اعمالهم ولجئوا للتوكتوك للحصول على لقمة العيش لأبنائهم.
خبير يقترح ترخيص التوكتوك والذي يساهم في دخول 3 مليار جنيه لخزينة الدولة
الدكتور حمدي عرفة أستاذ إدارة محلية واستشاري تطوير مناطق عشوائية، قال إن الدبلومات الفنية تقدم 730 ألف خريج سنويًا يعانوا من عدم ربط المناهج بسوق العمل.
واكد عرفة وجود 111 ألف "توك توك" مرخص في مصر من أصل 3 ملايين "توك توك"، وأنه يوجد 2 مليون و900 ألف توكتوك غير مرخصين يساوي عددهم سكان 4 دول خليجية "قطر والإمارات والبحرين وعمان" معتبرًا أن التوكتوك "جمهورية كاملة" على حد قوله.
وأوضح عرفة أن الدولة تستطيع جمع 3 مليارات جنيه حال السماح بترخيص الـ"توك توك"، مؤكدًا أن مسؤولية التوكتوك تقع على كاهل 33 وزيرًا وليس وزير واحد أو سائقي التوكتوك.