"سنكسار اليوم".. تذكار استشهاد العذارى الخمسين واجتماع مجمع روما
غلاف كتاب السنكسار
يحتفل الأقباط في صلواتهم بالكنائس، اليوم، بحسب "السنكسار الكنسي"، بتذكار استشهاد العذارى الخمسين وأمهن صوفيًا، واجتماع مجمع بروما بسبب عيد الغطاس والصوم الكبير.
"والسنكسار" هو كتاب يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.
فحسب التقويم القبطي، يوافق اليوم 10 من هاتور لعام 1735 قبطي، ويدون "السنكسار"، أنه في مثل هذا اليوم استشهدت الراهبات الخمسون وأمهن صوفية، وهن كانن من بلاد مختلفة، وقد جمعتهن المحبة الإلهية والسيرة النسكية، فأقمن بدير للعذارى بالرها، وكانت القديسة صوفية رئيس هذا الدير وكان منهن من أقامت في الدير 70 سنة، ومنهن من هي في ريعان الشباب، ولما سمع يوليانوس الملك العاصي إن سابور ملك الفرس عزم علي محاربته، عبا جيشه وسار إليه، وكانت مدينة الرها في طريقه، وإذ عبر علي دير هؤلاء الراهبات أمر الجند بقتل من فيه ونهبه، فنفذ الجند الأمر، وقطعوا الراهبات بالسيف إربًا إربًا، ونهبوا كل ما وجدوه، بحسب ما ذكرته السنكسار.
ويدون السنكسار، أنه في مثل هذا اليوم أيضا اجتمع مجمع مقدس برومية في أيام فكتور بابا رومية وديمتريوس بابا الإسكندرية، وسبب انعقاد المجمع إن المسيحيين كانوا يحتفلون بعيد الغطاس ثم يصومون ابتداءً من اليوم الذي يليه، ويفطرون في اليوم الثاني والعشرين من شهر أمشير، وبعد أيام يصومون أسبوع الآلام ثم يعيدون عيد القيامة المجيد، ولما قدم القديس ديمتريوس بطريركًا على كرسي الإسكندرية، وضع قواعد حساب الأصوام والأعياد المتنقلة وأرسل نسخًا منها إلى الأب فكتور بطريرك رومية والأب مكسيموس بطريرك إنطاكية والأب أغابيوس أسقف أورشليم، ولما وصلت الرسالة إلى الأب فكتور قراها فاستحسنها كثيرا وجمع 14 عالمًا من أساقفة كرسيه وجماعة من علماء القسوس، فحصوها وأقروها ونشروها في جميع بلادهم، وبذلك ترتب الصوم المقدس والفصح كما هو الآن في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
ويستخدم "السنكسار" التقويم القبطي والشهور القبطية "ثلاثة عشر شهرًا"، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.
و"السنكسار"، بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، وذلك بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.