"انتهاء عبادة الأصنام وخمود نار فارس".. معجزات في ذكرى مولد الهادي
الروضة الشريفة - صورة أرشيفية
"يا أيها الثاني عشر من الربيع المنتظر ذكرتنا بمن ظهر محمد زين البشر"، أنشودة صوفية يرددها المصريون كل عام ابتهالًا بميلاد المصطفى صلى الله عليه وسلم، وتذكرنا بالمعجزات التي وقعت في ميقات ولادته.
إنه أبا القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ابن أد بن اليسع بن الهميسع بن سلامان بن نبت بن حمل بن قيذار بن إسماعيل بن إبراهيم خليل الله.
ذكر أهل السير في كتبهم العديد من المعجزات التي حدثت يوم ولادة النبي، فأخرج "أبو نعيم" في "الدلائل عن فاطمة بنت عبد الله" أنها قالت: "حضرت ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيت البيت حين وضع قد امتلأ نورًا، ورأيت النجوم تدنو حتى ظننت أنها ستقع علي، وتذكر أمه آمنة أنها لم تجد حين حملت به صلى الله عليه وسلم ما تجد النساء من شدة الحمل والطلق وقد ولدته مختونًا، ولما وضعته وقع على الأرض مقبوضة أصابع يديه، مشيرًا بالسبابة كالمسبح بها كما في السيرة النبوية لمحمد أبي شهبة"، وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله "من كرامتي على ربي أني ولدت مختونا ولم ير أحد سوأتي".
وقال عبد الله الناصر حلمي، أمين عام اتحاد القوى الصوفية، إن هناك العديد من المعجزات التي ظهرت عند مولد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وتعتبر علامات لمولده منها انتكاس معظم الأصنام التي كانت في الكعبة، وارتجاج إيوان كسرى، وسقوط شرفاته الأربعة عشرة، وخمود نار فارس، وكان لها ألف عام لم تخمد، وارتجاج عرش ملك الروم، وغيض بحيرة ساوة تلك الليلة وهي التي كانت تقدَّس، فكانت تلك الإشارات الأربعة دلالة على انتهاء عبادة الأصنام، وتقديس مالا يأذن به الله، مضيفًا أن هناك معجزات أخرى يوم مولده منها انتزاع علم الكهنة، وبطلان السحر، وحجب إبليس عن السموات السبع.
وأوضح عبد الغني هندي، عضو لجنة الدعوة بالأوقاف، أن المعجزات الواردة حول يوم ميلاد النبي كثيرة، ومنها ما هو موضوع مكذوب وما هو ثابت بالأسانيد، ومنها، أن السيدة آمنة والدة النبي الكريم قالت إنها حين تهيأت للولادة شعرت بنور كبير يخرج منها ينير الغرفة التي كانت فيها، وشعرت أنها معها عدة نساء في الغرفة فتقول إنها شعرت بوجود "مريم ابنة عمران" و"آسية زوجة فرعون" و"السيدة هاجر"، وأكدت زيادة النور شيئًا فشيئًا حتى شعرت أن النجوم تسقط عليها.
وأضاف أن النبي ولد في العام الذي عرفه العرب والمسلمون بعام الفيل، وهو العام الذي حاول فيه أبرهة وجيش كبير خلفه هدم الكعبة، ونقل مكانها إلى الحبشة، ولكن الله أرسل عليهم طيرًا أبابيل شتت جمعهم، ودمرت جيشهم بالكامل وحمى الله بيته، وقال ابن إسحاق: "وكان مولده عليه الصلاة والسلام عام الفيل، وهذا هو المشهور عن الجمهور".
وتابع: سمي النبي بهذا الاسم هو جده "عبدالمطلب" بعد رؤيا عظيمة له حيث قال: "رأيت في منامي كأن سلسلة من فضة خرجت من ظهري، وامتدت فيما بين السماء والأرض، ثم تحولت من المشرق إلى المغرب، ثم تحولت إلى شجرة أوراقها من نور"، فقص عبدالمطلب الرؤيا، فقيل إنه يولد له ولد من صلبه يتبعه أهل المشرق والمغرب، فأراد أن يحمده أهل المشرق والمغرب فسماه محمدًا، وبعد ولادته أخذه عبدالمطلب إلى الكعبة المشرفة، ودعا الله وشكره على ما أعطاه، فانكبت الأصنام التي حول الكعبة على وجوهها.
وأشار سيد مندور، شيخ الطريقة السمانية الصوفية، إلى أن من الآيات التي ظهرت لمولده صلى الله عليه وآله وسلم، أن الشياطين رميت وقذفت بالشهب من السماء، وحُجب عنها خبر السماء كما ذكر بعض العلماء، لكن المشهور والمحفوظ أن قَذف الشياطين بالشهب عند مبعثه صلى الله عليه وسلم، ومنها أن إبليس حُجب عن خبر السماء فصاح ورنَّ رَنَّةً عظيمةً كما رنَّ حين لُعن، وحين أخرج من الجنة، وحين وُلد النبي صلى الله عليه وسلم، وحين نزلت الفاتحة.