الزحام يخنق سوهاج.. والأهالى: حاسبوا «توسعة الكورنيش»
الانتهاء من الطريق تأخر كثيراً
استقبل أهالى سوهاج قرار توسعة كورنيش النيل، قبل ثلاثة أعوام، بسعادة بالغة، حيث كان سبباً فى اختناقات مرورية، خاصة وقت الذروة.
ومع بدء العمل فى المشروع تبخرت فرحة الأهالى بعد إغلاق طريق الكورنيش بشكل تام أمام حركة السيارات، ولم تعد طرق مدينة سوهاج قادرة على استيعاب حركة السيارات، ما تسبب فى معاناة الأهالى كثيراً فى تحركاتهم، واضطر بعضهم إلى السير على الأقدام داخل المدينة لأنهم سيصلون لوجهتهم أسرع من استقلال وسائل المواصلات أو استخدام سياراتهم الخاصة.
تأخر انتهاء الأعمال لمدة عامين.. وغلق الطريق تسبب فى تكدس السيارات بجميع الشوارع
مشروع توسعة كورنيش النيل الغربى فى مدينة سوهاج بدأ العمل به فى شهر مايو 2015 بتكلفة 70 مليون جنيه لتنفيذ المرحلة الأولى من المشروع بطول 1200 متر وبعرض 9 أمتار يتم إضافتها للشارع من ضفة نهر النيل عن طريق وضع ركائز خرسانية وخوازيق على حدود نهر النيل، بداية من نفق الشهيد اللواء نبيل فراج جنوباً وحتى مديرية التربية والتعليم شمالاً. وأعلن محافظ سوهاج آنذاك أن المدة الزمنية للانتهاء من المشروع 24 شهراً، وتم إجراء دراسة تفصيلية لاستغلال الجزء الذى سيتم إضافته للطريق، وانتهت إلى إنشاء 210 محلات تجارية على النيل يتم استغلالها كمحال وكافتيريات وأماكن ترفيهية، على أن يتم طرحها للإيجار للمواطنين من قبَل المحافظة.
مرور سوهاج اضطر إلى التدخل بعد أن عجزت كل التدابير عن فك الاختناقات، وتم فتح طريق الكورنيش فى اتجاه الجنوب فقط، لكن ذلك لم يكن كافياً لحل الأزمة التى طالت لمدة 3 سنوات، ما أصاب الأهالى بالإحباط لأن المشروع تخطى الجدول الزمنى المحدد له ولا يعرف الأهالى متى يفيقون من هذا الكابوس الذى أثر عليهم وتسبب لهم فى متاعب كثيرة.
السكان هجروا شققهم لأماكن بديلة بسبب الزحام الشديد.. والمحافظ: سننتهى منه سريعاً
وقال محمود فواز، 32 عاماً، مدرس، إنه انتقل للعيش فى مدينة سوهاج منذ 6 أشهر فقط لظروف عمله، مؤكداً أن السير فى طريق كورنيش النيل الغربى أصبح بمثابة الدخول فى حرب بسبب تكدس السيارات على الطريق لأن الطريق عبارة عن حارة واحدة فقط، ومن يسلك طريق الكورنيش عليه أن يسير بسيارته مسافة 1200 متر فى نصف ساعة على أقل تقدير، وتصل أحياناً إلى ساعة كاملة وقت خروج طلبة المدارس.
وأكد فواز أنه لو كان يعلم أن مدينة سوهاج بهذا الشكل ما انتقل للعيش فيها، موضحاً أنه كان يسمع شكاوى من الزحام فى طريق الكورنيش الغربى، إلا أنه لم يتوقع أن يكون بهذا الشكل، موضحاً أنه يضطر إلى السير على الأقدام وترك سيارته لأنه سيصل إلى وجهته أسرع من استخدام السيارة: «الأهالى فقدوا الأمل فى الانتهاء من هذا المشروع بعد أن تجاوز المدة الزمنية المقررة له».
ويقول على عيسى، 40 عاماً، عامل بأحد المحال الكائنة على الكورنيش الغربى، إن الوضع فى طريق الكورنيش صعب للغاية، ودائماً ما تحدث مشاجرات ومشاحنات بين السائقين، كما أن هناك حوادث تقع بكثرة على الطريق، موضحاً أنه شاهد سيارة حديثة سقطت داخل حفرة بوسط الكورنيش ولحقت بها أضرار كبيرة، واضطر صاحب السيارة إلى إحضار ونش لرفعها.
وأضاف عيسى أن مشروع توسعة الكورنيش كان بمثابة أمل وحلم لأنهم سيشاهدون طريقاً أوسع من السابق، كما أن وجود محلات أسفل الطريق تطل على الكورنيش سيخلق فرص عمل للشباب، وستكون هناك حالة رواج تجارى فى المنطقة، إلا أن آمالهم خابت، مشيراً إلى أن هناك عدداً من السكان تركوا شققهم التى يستأجرونها على الكورنيش لأن المنطقة أصبحت لا تصلح للسكن، وانتقلوا للعيش فى أماكن أخرى، فضلاً عن ركود حركة البيع بجميع المحلات الواقعة على الكورنيش الغربى لعدم وجود أماكن انتظار للسيارات.
من جانبه عقد الدكتور أحمد الأنصارى، محافظ سوهاج، اجتماعاً قبل يومين لمتابعة أعمال تنفيذ مشروع توسعة الكورنيش الغربى، بحضور اللواء يسرى خضر، السكرتير العام المساعد للمحافظة، والعقيد مصطفى إبراهيم، مدير مرور سوهاج، وعدد من أساتذة كلية الهندسة بجامعة سوهاج، ورئيس حى شرق، ورئيس حى غرب وممثلى جهاز الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة، ومديرى المرافق الخدمية، للتنسيق بين الجهات المعنية لسرعة الانتهاء من تنفيذ بعض أعمال المرافق الخاصة بغرف التليفونات ومد خطوط المياه من محطة مياه غرب سوهاج حتى مدخل كوبرى أخميم دون التعارض مع الأعمال الجارية بالمشروع، والعمل على وضع جدول زمنى محدد لسرعة الانتهاء من المشروع.
وشدد محافظ سوهاج على جميع الجهات المعنية بسرعة تذليل كافة العقبات التى تواجه تنفيذ المشروع، وكلف اللجنة المعنية بالإشراف على التنفيذ بالنزول إلى موقع المشروع والمعاينة على أرض الواقع وتحديد المعوقات، والعمل على إزالتها فى أسرع وقت، ووضع جدول زمنى محدد للانتهاء من المرحلة الأولى. وأكد سرعة حل جميع المشكلات التى تواجه سرعة التنفيذ والانتهاء من تلك المشروعات فى أسرع وقت حتى يشعر المواطن بالتحسن الفعلى فى مستوى الخدمات المقدمة له فى كافة المجالات.
أعمال الحفر فى الطريق تعوق مرور السيارات