بمجرد استيقاظها من النوم، وقبل أن ترتدي ملابسها للذهاب إلى عملها، تمسك بقطة تعاني من مرض نادر لا تستطيع معه الحركة، تٌدخلها "الحمام"، تطعمها وتسقيها بيديها، وبعد وضعها على السرير أو الأريكة، تذهب "ندى ممدوح" لإطعام القطتين الآخرتين من خلال "بيبرونه" لصغرهما، ثم تواصل الرعاية مع باقي القطط المتبناة، لتنتقل بعدها بأخذ الكلب البلدي الذي تسمم جميع أسرته لقضاء حاجته في الشارع وتعود مرة أخرى من أجل الذهاب إلى عملها البعيد كليا عن مجالها الأساسي.
تحول منزل أسرة ندى إلى ملجأ لحيوانات بلا مأوى أو مريضة، بدأت القصة منذ تبنيها القط "نيمو" الذي كان لديه جرح في قدميه داخل محل للحيوانات وقررت فتاة أخرى بأخذه منه وعلاجه ثم عرضته للتبني عبر "فيسبوك" حينها طلبت ندى الحصول عليه: "كنت بحب الحيوانات بس مكنتش اتبنيت".
"كنت بشوف على النت حاجات مهازل قطط بتترمي في الشارع أو من فوق السطوح".. بحسب ندى خريجة كلية أداب قسم إعلام، التي قررت أن تفني حياتها في رعاية حيوانات الشوارع المريضة أو الصغيرة التائهة، فأصبح منزل ندى يحتوي على 5 قطط وكلب بلدي الذي تسمم جميع أسرته في المنطقة بسبب وضع أحد الأشخاص سم لهم داخل طعام ولحسن حظه أنه لم يأكل: "اخدته معايا خوفت يتأذي وقعدته في بيتي وبسيبه ساعات ينزل يلعب ويطلع تاني بس تحت نظري".
تساعدها في رعايتهم والدتها حيث تعد لهم الطعام وكل المهام الأخرى قائلة: "هي تكاليف وضغط علينا بس ربنا دايما بيرزقنا عشانهم"، فيما تحكى ندى البالغة من العمر 27 عامًا عن موقف تعرضت له كانت ليس معها أموال ووجدت قطة تحتاج العلاج لم تتردد لحظة في أن تصطحبها للدكتور: "ربنا كرمني وبعتلي شغل تاني 3 حالات تدريب".
وتعتني ندى أيضا بقطة تعاني من مرض نادر يجعلها لا تسطيع الحركة ما يدفعها لحملها لتتناول الطعام، وذلك لصعوبة وضع رأسها في طبق الأكل وأيضا تسقيها المياه من خلال "حقنة"، وتقضي حاجتها وهي ممسكة بها: " لاقيتها في الشارع متمرمغة في الأرض روحت صيدلية قالولي سيبوها دي هتموت مرضتش وادتها للدكتور ومكوناش فاهمين في الأول مرضها لحد ما اكتشفنا مرض زي الشلشل الرعاش".
شغف ندى بالحيوانات امتد للببغاوات، وجعلها تترك عملها ومجالها الأساسي واستأجرت منزل للعمل مع ابن خالتها في مجال تدريب الببغاوات، والكلاب، والإقامة لديها في حال سفر أصحابهم، "ده الشغل اللي بيجلي منه مقابل مادي، غير التبني الموجود في البيت"، واستطاعت تدريب نفسها عن طريق الإنترنت، والمدربين الأجانب الذين تنتظر مجيئهم مصر للتعلم منهم.
تستقبل ندى الببغاوات من الخارج وتبدأ في تعليمهم كل شيء كي تعيش مع من يمتكلها، "بيبقوا جايين مش متعلمين خالص ومش متعودين على أشخاص، احنا بنعلمهم إزاي يتعامل معاهم ويبطلوا يصرخوا"، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل استضافت غراب ريشه ممزق، ورجله مبتور، يقيم لديها لفترة كونه لا يستطيع الطيران، كما تستضيف كلاب الشارع داخل الشقة، وتحرص على إطعامهم.
ومن المهارات التي اكتسبتها ندى عن طريق عملها، أنها واستطاعت تدريب جميع الحيوانات على العيش مع بعضهم دون إيذاء.
تعليقات الفيسبوك