"واشنطن بوست": أكوستا ليس أول صحفي يحرج رئيس أمريكي
ترامب
سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الضوء على الصحفيين الذين أحرجوا رؤساء أمريكيين قبل جيم أكوستا الذي أحرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مؤتمر صحفي مؤخرا.
وقالت الصحيفة الأمريكية في تقريرها، "أكوستا ليس أول مراسل في البيت الأبيض يصنع ثرثرة في المؤتمرات الصحفية الرئاسية، حيث كانت جانيت ماي كريج، واحدة من أوائل المراسلين المثيرين للجدل لقناة إيه بي سي، أثناء استجوابها الشرس للرؤساء ولكن لم يتم حظرها من البيت الأبيض".
وأضافت الصحيفة الأمريكية في تقريرها، أمس، "إن إبعاد الصحفي هو فصل جديد في المؤتمرات الصحفية الرئاسية، التي بدأت مع وودرو ويلسون في عام 1913. وقد بدأ الرئيس أيزنهاور المؤتمرات الصحفية الأولى المتلفزة في عام 1955، ولكن تم تسجيلها ومقاطع مختارة فقط تم نشرها للصحافة في وقت لاحق".
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الرئيس الأمريكي الأسبق جون كنيدي بدأ مؤتمرات إخبارية متلفزة على الهواء مباشرة في 25 يناير 1961، وكثيرا ما دعت كريج البالغ من العمر 72 عاما، إلى المساواة بين الرجل والمرأة، وفيما يتعلق بسؤال المرأة، أجاب كينيدي "يجب أن أقول إنني مؤمن بقوة بأجر متساوٍ مقابل العمل المتساوي، وأعتقد أننا يجب أن نفعل ما هو أفضل مما نفعل، ويسرني أنك ذكرتني بذلك سيدة كريج".
وبحسب الصحيفة الأمريكية فإن "كريج" في بعض الأحيان كانت مثار جدل، ففي مؤتمر صحفي في أوائل عام 1974 شكت إلى الرئيس ريتشارد نيكسون في ذلك الوقت من أن بعض قدامى المحاربين في فيتنام يواجهون تأخيرات في الحصول على شيكات حكومية، وعندما قال نيكسون إن المشكلة قد تمت معالجتها، ردت "كريج" بقولها، "لا، هذه مجرد معلومات مضللة".
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن المحررة هيلين توماس كانت تقوم بتغطية البيت الأبيض في عهد كينيدي لصالح يونايتد برس انترناشيونال في عام 1961، واكتسبت على الفور سمعة كمستجوبة قوية، وقال عنها كينيدي ذات مرة، "هيلين ستكون فتاة لطيفة إذا تخلصت من مهنتها هذه".
ولم تتوقف توماس عن طرح أسئلة مزعجة، فعندما دعا الرئيس كلينتون توماس إلى طرح السؤال الأول بعد الكشف عن علاقته الجنسية مع مونيكا لوينسكي، قالت توماس، "قد لا تعجبك"، ثم ضغطت على كلينتون حول نفيه السابق لأي تورط في الفضيحة، وعندما أعلن بوش الأب أنه لن يتم خفض ميزانية الدفاع بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وسقوط جدار برلين، سألته توماس: "من هو العدو؟"، وفي عام 2006، سألت الرئيس بوش الابن "لماذا تذهب حقا إلى الحرب في العراق؟".
ويقول بعض الصحفيين إن "أكوستا" يجذب في بعض الأحيان الكثير من الاهتمام لنفسه، لكن الدافع للحصول على إجابات هو مهمة مراسلي البيت الأبيض، وكما قالت توماس ذات مرة، في ساحة المؤتمرات الصحفية الرئاسية، "لا توجد أسئلة فظة".
ويرجع السجال الحاد بين ترامب وأكوستا، إلى مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض غداة انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، حيث تساءل بكثرة المراسل عن قافلة المهاجرين من أمريكا الوسطى التي تتجه نحو الحدود الأميركية، التي تعتبر من إحدى القضايا الجدلية التي تحدث عنها الرئيس الأمريكي قبل الانتخابات.