الكلمة الكاملة لوزير الأوقاف خلال احتفالية ذكرى المولد النبوي الشريف
الدكتور محمد مختار جمعة
قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن يطيب لي ان أهنئ حضراتكم جميعا والشعب المصري كله والأمتين العربية والأسلامية والإنسانية جمعاء بذكرى مولد رسول الإنسانية سيدنا محمد - صل الله عليه وسلم-، وقد علمنا صاحب تلك الذكرى العظيمة سيدنا محمد أنه لم يشكر الله من لم يشكر الناس وقال "من أثدى إليه معروف فليكافئ به وإن لم يستطع فليذكره فمن ذكره فقد شكره".
وأضاف جمعة خلال احتفالية ذكرى المولد النبوي الشريف أنه يذكر للرئيس عبدالفتاح السيسي الكثير من الفضل واخص بالذكر أمرين الأول دعوتكم الشجاعة لتجديد الخطاب الديني ومن أولى أولوياته في حق العلماء والمثقفين والمفكرين فهو عمليه ديناميكية لا تتوقف ولا ينبغي أن تتوقف أو تحدى بحد مع الحفاظ على الثوابت والتفرقة الدقيقة بين الثابت والمتغير فإلباس الثابت المقدس ثوب المتغير هدم للثوابت، وإلباس المتغير من الفكر البشري الناتج عن قراءه النص المقدس ثوب الثابت هو عين الجمود والتحجر والإنغلاق والتخلف عن ركب الحضارة بل عن ركب الحياة كلها والخروج عن أسباب التقدم بالكلية.
وأوضح أن مراعاه مقتديات الزمان والمكان والأحوال والعرف والعادة أحد أهم شروط الفتوى والخطاب الديني الرشيد على حد السواء وقد أكد العلماء الأوائل أنهم قد اجتهدوا لعصرهم همم في ضوء ظروفهم واحوالهم هم وأن علينا فيما يتصل بالمتغيرات والمستجدات ان نراعي ظروف عصرنا وأحواله وألا نوصد أبواب الاجتهاد، ومن أفتى الناس بمجرد المنقول من الكتب على اختلاف أزمنتهم وأمكناتهم وأعرافهم وقرائن أحوالهم فقد ضل وأضل وقد عدوا ذلك خلاف الأجماع وجهالة في الدين.
وأشار إلى أن العلماء قد فرقوا بوضوح شديد بين فقة الجماعة وفقة الدولة وأفردوا لذلك مباحث وأبواب فمثلا عندما قال نبينا صل الله عليه وسلم "من أحيا أرضا ميتته فهي له" مشجعا على استصلاح الأراضي آن ذاك وتصرف في ذلك بصفته رئيس دولة وفق مقتديات عصره فلا يأتي الأن من يضع يده على مئات والآف الأفدنه فيقول "أحييتها فهي لي وبيني بينكم حديث الرسول" ونقول له ان النبي تصرف في ذلك بصفته رئيس دولة فهو من الشأن العام الذي لا يترك أمر التصرف فيه إلى الأفراد بعيدا عن القوانين وسلطة الدولة
وأكد أنه وعليه بأن الخلط بين ما كان من شؤون العقائد والعبادات وماهو من شؤون نظام الدولة وإنزال هذا منزله ذاك خلل في الفهم وضرب من الجهل وأوكد لسيادتكم أننا نعمل على تحويل تلك الرؤى المستنيرة إلى واقع تدريبي للسادة الأئمة والواعظات ليقوموا بدورهم بتعليمه للناس داخل مصر وخارجها من خلال موفد الوزارة ومبعوثيها إلى مختلف دول العالم الذين يشاركون الآن في حملتنا الكبرى "رسول الإنسانية" للتعريف بالرسول وبيان أوجه التسامح والرقى في الرسالة المحمدية
وبشر الرئيس السيسي أن الوزارة بصدد افتتاح أكبر أكاديمية لتدريب الآئمة والواعظات وإعداد المدربين بمدينة السادس من أكتوبر مجهزه بأحدث الأجهزة العصرية من معمل للغات ومعمل حاسبات وقاعة ترجمة كبرى وقاعاتا تدريبية وغرف فندقية لإقامة المتدربين على إجمالي مساحات تتجاوز 11 ألف متر مربع بتكلفة إجمالية تزيد عن 100 مليون جنيه من الموارد الذاتيه للوزارةة وذلك لتدريب وتأهيل الآئمة إعداد المدربين من داخل مصر وخارجها حيث تفتح أبوابها لتدريب الآئمة وفق أحدث البرامج التدريبية.
وجاء ذلك كمناط الشكر الأخر لعنايتكم البالغة بشؤون الأوقاف وحرصكم الكبير على الحفاظ على مال الوقف وحمايته وصرفه في مصاريفه الشرعية مما أحدث نقله نوعية في تعظيم عائدات الأوقاف وعظم من إنفاق الوزارة في مجال البر وفق شروط الواقفين وقد بلغ إجمالي ما تم إنفاقه أو تخصيصه في مجال البر لعام 2018 ما يزيد عن 350 مليون جنيه بزيادة تقدر بنحو 100% عن العام الذي سبقه و1000% عن الأعوام التي سبقتهما.
وأوضح أنه قد تم تخصيص 100 مليون جنيه منها لدعم مشروع "سكن كريم" بالتعاون مع وزارتي الأسكان والتضامن الأجتماعي و100 مليون أخرى للصندوق الوقفي لدعم التعليم و25 مليونا لتوفير 50 ألف شهادة أمان للمرأة المعيلة والفقيرة بالتنسيق مع هيئة الرقابة الإدارية والمجلس القومي للمرأة و16 مليون لإعادة تأهيل 270 منزلا بقرية الروضة بمدينة بئر العبد بالتعاون مع وزارة الإسكان وسيتم تسليم 135 منزل منها خلال أيام.
وتابع أنه وفي إطار الدور المجتمعي لهيئة الأوقاف المصرية انتهت الهيئة من إنشاء أكثر من 11 ألف وحدة سكنية كإسكان اجتماعي بتكلفة تزيد عن مليار و100 مليون جنيه منها 4 الآف وحدة سكنية بمحافظة أسوان وحدها وقد تم تسليم معظم تلك الوحدات وجاري استكمال عملية التسليم وفق شروط الاستحقاق التي تحددها وزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية
واختتم حديثه "اتقدم لسيادتكم باسمي وباسم علماء الأوقاف وائمتها وواعظاتها وجميع العاملين بها هدية وزارة الأوقاف كتابين من أحدث إصدارتها في مسار التجديد هما "الفهم المقاصدي للسنة النبوية" والذي يعمل على حل كثير من إشكاليات الفهم المختلط والكتاب الثاني "الفقة النقدى بين التراث والمعاصره نحو نظرية عربية معاصرة في النقد الأدبي والذي يأتى تأكيدا على إيماننا بالتنوع الثقافي وأهمية الأبعاد الثقافية والانفتاح على الأخر والمختلف مع الحفاظ على ثوابت هويتنا الثقافية وكل عام وسيادتكم بكل خير والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته".