"سنكسار اليوم".. قصة البابا زخارياس الذي اختير بطريرك بسبب "جرة"
غلاف كتاب السنكسار
يحتفل الأقباط في صلواتهم بالكنائس، اليوم، بحسب "السنكسار الكنسي"، بوفاة البابا زخارياس البطريرك الرابع والستين في عدد باباوات الكنيسة، واستشهاد القديس تادرس فيرو، ووفاة الأنبا يوساب بجبل الأساس، ووفاة الأنبا تيموثاوس أسقف أنصنا، وتذكار رئيس الملائكة جبرائيل، بحسب الاعتقاد المسيحي.
"والسنكسار" هو كتاب يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.
فحسب التقويم القبطي، يوافق اليوم الخميس، 13 من شهر هاتور لعام 1735 قبطي، ويدون "السنكسار"، أنه في مثل هذا اليوم تحتفل الكنيسة بحسب الاعتقاد المسيحي، بوفاة البابا زخارياس، البطريرك الرابع والستين من باباوات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، عام 1027، والذي كان من أهل الإسكندرية، ورسم قسا بها، ولما توفى البابا فيلوثاؤس البطريرك الثالث والستون، اجتمع الأساقفة ليختاروا من يصلح، وبينما هم مجتمعون في كنيسة القديس مرقس الرسولي، بلغهم إن أحد أعيان الإسكندرية المدعو إبراهيم بن بشر وكان مقربا من الخليفة، قدم له رشوة، وحصل منه علي مرسوم بتعيينه بطريركا، وأوفده مع بعض الجند إلى الإسكندرية، فحزنوا وطلبوا من الله إن يمنع هذا الذي يتقدم لرعاية الكنيسة بالرشوة ونفوذ السلطان، وإن يختار لها من يصلح.
ويذكر السنكسار أنه "فيما هم علي هذا الحال، نزل الآب زخارياس من سلم الكنيسة يحمل جرة، فزلت قدمه وسقط يتدحرج إلى الأرض، وإذ ظلت الجرة بيده سالمة تعجب الأساقفة والكهنة من ذلك، وسألوا عنه أهل الثغر، فاجمع الكل على تقواه وعلمه، فاتفق رأيهم مع الأساقفة على تقدمته بطريركا، ووصل إبراهيم بن بشر فوجدهم قد انتهوا من تكريس الآب زخارياس بطريركا، فلما اطلع الأساقفة علي كتاب الملك استدعوا إبراهيم وطيبوا خاطره ورسموه قسا فقمصا، ثم وعدوه بالأسقفية عند خلو إحدى الإبراشيات".
كما يدون السنكسار، أنه في مثل هذا اليوم توفى القديس الأنبا تيموثاؤس أسقف انصنا، والذي ترهب وهو لا يزال صغيرا، واختير أسقفا على مدينة انصنا، فقبض عليه الوالي وعذبه بأنواع العذاب داخل السجن وخارجه مده ثلاث سنوات متوالية، وكان معه في السجن كثيرون قبض عليهم من أجل الإيمان، ولما مات دقلديانوس، وتولى قسطنطين، أمر بإطلاق المحبوسين في سبيل الإيمان بالمسيح بجميع الأقطار الخاضعة لسلطانه، فخرج هذا الأب من بينهم ومضى إلى كرسيه.
ويستخدم "السنكسار" التقويم القبطي والشهور القبطية "ثلاثة عشر شهرًا"، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.
و"السنكسار"، بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، وذلك بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.