عبقري العمارة.. من هو مهندس رمسيس الثاني الذي عثر على نصوصه بالمطرية؟
كشف مهندس رمسيس الثاني
أعلنت وزارة الآثار، كشف كتلتين من الحجر الجيري بالجانب الشمالي من تماثيل رمسيس الثاني بمعبد رع بمنطقة عرب الحصن بالمطرية، موضحةً في بيان لها، أن البعثة الأثرية المصرية لجامعة عين شمس والعاملة بعرب الحصن بالمطرية برئاسة الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار السابق، أشارت إلى أن الكتلتين التي عثرت عليهما، يضمان نقشا لنصوص تخص مهندس أعمال الملك رمسيس الثاني والذي يدعى أمنمإنت، أحد أشهر المعماريين في عصر رمسيس الثاني وأبو المهندس باكنخنسو الذي أشرف على بناء معبد الأقصر.
وقال الدماطي، إن النصوص توضح أن المهندس "أمنمإنت" هو المشرف على إقامة قصر احتفالات ومقصورة رمسيس الثاني التي كشف عنها البعثة هذا الموسم، كما تذكر النصوص ألقاب واسم المهندس ومنها المشرف على أعمال كل آثار جلالته "الملك رمسيس الثاني"، وقائد الشرطة في الجنوب، أمنمإبت، كما أنه أشرف على إقامة الجانب الشمالي من تماثيل رمسيس الثاني التي عثر فيه على الكتلتين الحجريتين، كما جرى الكشف أيضا عن سور من الحجر الجيري يتوسطه مدخل ويليه أرضية من الطوب اللبن.
مهندس رمسيس الثاني، أمنمإبت، ينضم للمهندسين العظام والعباقرة في تاريخ مصر القديمة، حسب الدكتور بسام الشماع، المؤرخ وعالم المصريات، موضحًا أنه استمرار لمسيرة إيمحتب، المهندس الشهير صاحب أول هرم في العالم، وهو هرم سقارة المدرج الخاص بالملك زوسر من الأسرة الثالثة.
وأضاف الشماع لـ"الوطن" أنه بعد إيمحتب جاء المهندس العبقري، حم-إيونو، أي كاهن المطرية في عين شمس، وهي نفس المنطقة التي وُجد بها كشف مهندس رمسيس الثاني، وهو الذي بنى الهرم الأكبر بحوالي مليوني و 600 ألف حجر، ويوجد تمثاله الوحيد في متحف هيلدسهايم في ألمانيا، وكان مشرفًا على كل أعمال الملك خوفو من الأسرة الثالثة، والذي جاء بعده في نفس الأسرة المهندس عنخ-حا-إف، صاحب الهرم الثاني، والذي يرجح مشاركته في بناء الهرم الأول كذلك، مشيرًا إلى أن تمثاله الوحيد موجود في متحف بوسطن في أمريكا، وكان كذلك مشرفًا على أعمال الملك خفرع.
عالم المصريات لفت إلى أهم مميزات العمارة في عهد رمسيس الثاني، ومهندسه الأكبر أمنمإبت، حيث تميزت العمارة بالغزارة والوفرة، لأنه حكم حوالي 67 عامًا، موضحًا أن آثار ومباني وعمارة رمسيس الثاني موجودة من الشرقية للنوبة لسيوة، حيث تنتشر في كل بقاع ومناطق مصر.
الميزة الثانية للعمارة في عهد رمسيس الثاني أنها تتسم بالضخامة، والتي تظهر في التماثيل والمعابد الكبيرة والضخمة، حسب الشماع، حيث تظهر معابد مثل أبو سمبل والمسلات كذلك في حجم ضخم للغاية، مضيفًا أن الميزة الثالثة للعمارة في عهده أنها ليست مجرد مباني فقط، حيث توجد الكثير من الآثار مصنوعة بالنحت، مثل معبد أبو سمبل بالكامل بالتماثيل الموجودة بداخله، وكذلك معبد نفرتيري.
وأردف عالم المصريات أن كل هذه المميزات الموجودة في عمارة عهد رمسيس الثاني، إنما تدل على العبقرية الشديدة التي يتمتع بها المهندس المشرف عليها، مما يضعه في مصاف المهندسين التاريخيين في مصر القديمة، ويجعل الكشف مهمًا للغاية، ويزيد من الشغف لمعرفة الكثير من التفاصيل عن حياته وتاريخه.