بروفايل| «رزق الله».. شريط سينما
صورة تعبيرية
ينطلق اسمه مدوياً فى فضاء القاعة الكبيرة، يرتفع التصفيق عالياً يطغى على صوت خطواته على المسرح الخشبى، يخرج الناقد السينمائى «يوسف شريف رزق الله» من الظل إلى النور، لا يجد الحضور سوى الوقوف احتراماً وتقديراً لرجل بسيط صاحب مسيرة ثرية ومهمة فى تاريخ السينما، يسود الصمت وتصغى الآذان للكلمة التى يلقيها «وتد القاهرة السينمائى»، ويوجهها تحية إلى «الجنود المجهولين» وراء فعاليات المهرجان الأبرز، متجاهلاً الدور الذى قام به على مدار أكثر من 30 عاماً، واستحق عنه التكريم فى الدورة الـ40 فى افتتاح مهرجان القاهرة السينمائى.
«لم يكن رزق الله» مجرد سينمائى.. ناقد أو إعلامى، لكنه مزيج مضاف إليه ذائقة وثقافة سينمائية عالية، كونت شخصية من طراز خاص، ارتبط اسمه بالسينما منذ أكثر من 50 عاماً، وبمهرجان القاهرة السينمائى ما يزيد على 30 عاماً، لعب فيها دوراً مهماً كمدير فنى للمهرجان الذى توالى عليه عدد من الرؤساء وظل هو راسخاً، ولم يقتصر دوره على المهرجان فقط بل ساهم فى تكوين وجدان أجيال متتالية من خلال برامجه الأشهر سواء كمعد أو مقدم فكانت بمثابة نافذة واسعة لكثيرين على السينما العالمية منها «نادى السينما»، «أوسكار»، «نجوم وأفلام» عن رواد السينما المصرية، «تليسينما»، «ستار» ، و«سينما فى سينما»، «الفانوس السحرى» و«سينما رزق الله».
بروح المحارب بدا، لم يتغير كثيراً عن تلك الصور التى تجمعه بنجوم السينما وصناعها، بالأبيض والأسود، هناك فى معهد العالم العربى فى العاصمة الفرنسية باريس برفقة محمد خان وأحمد زكى، أو فى أحد صباحات 1989 بـ«فالنسيا» مع عدد من النقاد العرب، أو فى أروقة مهرجانات السينما العالمية ما بين كان وبرلين وفينيسيا بحثاً عن الأفلام الأفضل لتسجيل اللقاءات مع صناعها، يكتب عنها حيث أصبح مصدراً للثقافة السينمائية فى وقت كان تداول المعلومات فيه ليس سهلاً، ومهد الطريق لمن بعده فى الحصول على تلك المعارف.
لم يتغير ذلك الشغف نحو السينما من الطفل الذى لم يكن قد بلغ الـ14 عاماً حتى تمكن سحرها من أوصاله، إلى الرجل القدير الذى يبلغ الـ76 عاماً، لتكون السينما هى قوام الرحلة المستمرة فى العطاء، لعب فيها دور الساحر الذى فتح الأعين على نوعية مختلفة عن السينما المعتادة.