المنسق الميداني لـ"الهلال الأحمر" يروي كواليس "عودة الحياة" في الروضة
محمد مختار المنسق الميدانى لأنشطة الهلال الأحمر في قرية الروضة
قال محمد مختار، المنسق الميداني لأنشطة الهلال الأحمر في قرية الروضة، ساردا رحلة عام في قرية فقد أهاليها الأمل بفقدانهم رجالهم، لكنهم استطاعوا تخطى الأحداث: "منذ اليوم الأول كان هناك فريق الهلال الأحمر، وعند ذهابهم إلى القرية واجهوا العديد من الصعوبات، وانتظروا هدوء الأحداث ووجدوا في الحال منذ اليوم الأول، وكان من الصعب جدًا تفهم الأهالي لطبيعة عملهم ما تطلب بذل المزيد من المجهود للتفاهم مع الأهالي وتعريفهم بأنفسنا".
وأضاف: "كانت العقبة الأكبر في التعامل مع طبيعة القرية الفقيرة التي لا يمتلك أهلها الكثير ولا تعتمد إلا على سواعد رجالها، ففقدت أعمدتها فكانت المهمة صعبة لكننا آمنا أنها ليست مستحيلة، في بداية الأزمة لم يكن هناك أمل فمعظم الأهالي كانوا ينوون الرحيل دون معرفة وجهتهم، كان الخوف يسيطر على القرية لكنهم تخطوا آلامهم بقوتهم ومثابرتهم خلال عام واحد من الأحداث الأليمة.
وأوضح مختار في تصريحات لـ"الوطن"، أنه واجه متطوعي الهلال الأحمر عقبة أخرى، فكانت الطبيعة الجغرافية للمنطقة، لأنها مقسمة لأكثر من منطقة، وطبيعة عادات القرية تمنع التنقل بين البيوت والوقوف بالشوارع ودخول شوارع دون أسباب واضحة كزيارة قريب بها، للبيوت حرمة يجب صونها حتى الشوارع لها عاداتها، فالقرية التي كانت تحافظ على هدوئها قبل الحادث أصبحت صامتة من الخوف: "أمام الأزمة ازدادت الضغوط فكنا نتنقل بصعوبة داخل القرية للوصول لأكبر عدد ممكن والعمل مع الأهالي في أماكن مختلفة وكل يوم في مكان جديد نبدأ برنامجًا وفي مكان آخر نستكمل آخر"، أما عن التعامل مع عادات القرية.
وأشار مختار، إلى أن العادات في القرية لا تسمح بتعامل الفتيات مع الشباب، فكان يجب استحضار شابات للعمل بالقرية مع الفتيات، وطبيعة الأطفال كانت تتطلب وجود شباب في أعمار صغيرة وهو ما نجح فيه فريق الهلال الأحمر، حيث استطاع الفريق التعامل مع كل الفئات بمهنية.