«الوطن» تخترق حصار القرية الأولمبية فى لندن
فرضت اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية التى اختتمت أمس فى العاصمة البريطانية لندن سياجاً أمنياً محكماً حول القرية الأولمبية التى يسكن بها الرياضيون المشاركون فى الدورة، وذلك بالاتفاق مع اللجنة الأولمبية الدولية لمنع دخول الصحفيين والجماهير إلى القرية لمشاهدة ما يفعله الرياضيون من مختلف البلاد واللعبات، وحذرت اللجنة من دخول أى إعلامى وإلا سيتم توقيع عقوبات على البعثة التى ستكسر الحظر الإعلامى وتسمح بدخول إعلامى ينتمى لها إلى داخل القرية.
«الوطن» نجحت فى اختراق حواجز القرية الأولمبية لنقل صورة حية من داخل القرية لما كان يحدث، أو حتى لأماكن البعثات داخل القرية، خصوصاً أن تلك العمارات التى كان يسكن بها لاعبون بعينهم تم بيعها بالفعل.
وعند بداية دخول القرية تجد لافتة كبيرة مكتوباً عليها «ممنوع الدخول لغير المعنيين بذلك»، ويقف عدد من «البودى جاردات» لمنع دخول أى فرد إلى القرية، من ناحية قطار ستراتفورد الموصل إلى القرية، خصوصاً أن فندق ويستفيلد موجود فى نفس المكان وبالتالى يقوم هؤلاء «البودى جاردات» بالتأكد من شخصية أى فرد سواء يحمل «كارت» تابعاً للجنة المنظمة «ID» أو سيدخل كنزيل فى الفندق المجاور للقرية.[Quote_1]
وفى الداخل يمر الفرد على أربع نقاط أمنية، الأولى عند بوابة القرية حيث يتم التأكد من شخصية أى فرد ولا يُسمح بدخول أحد لا يحمل الكارت الشخصى التابع للجنة المنظمة، أو لديه تصريح يومى يقوم أحد أفراد البعثات بعمله قبل 24 ساعة على الدخول، ويقوم وقتها بتسليم جواز السفر أو البطاقة الشخصية للسماح له بالدخول.[Image_2]
أما النقطة الثانية فيكون فيها التفتيش ذاتياً؛ حيث يقوم الفرد بترك أى شىء معدنى وإخراج أجهزة الحاسب الآلى المحمول، والكاميرات للمرور من تلك النقطة، حتى يصل إلى أقصى مكان مسموح فيه بدخول الإعلاميين حيث توجد قاعة صحفية، وحجرتان لعقد مؤتمرات صحفية مصغرة لأى من البعثات.
وبعد تلك النقطة بنحو 50 متراً توجد نقطة تفتيش أخرى للأشخاص الذين يملكون تصريحا يوميات لدخول القرية حيث يتم منحهم ورقة مكتوباً عليها البيانات، ويتم سحب جواز السفر أو البطاقة لضمان عودة الزائر فى الموعد المحدد فى التاسعة مساء.
وفى نقطة التفتيش الرابعة يرفض المتطوعون الذين يؤمّنونها السماح بالمرور لأى شخص دون خروج صاحب الدعوة من داخل القرية لاصطحابه معه إلى الداخل.
ورصدت «الوطن» أماكن البعثات، حيث حصلت البعثات البريطانية والأمريكية والصينية والبولندية والإسبانية والبرازيلية على أفضل الأماكن داخل القرية، نظراً لقيام الحكومة البريطانية ببيع تلك العمارات التى يسكن فيها كل فريق عن طريق المزاد العلنى وفقاً للشقة التى يسكن بها النجوم، حيث تختلف أسعار الشقق التى سكن فيها لاعبون أمثال أوسين بولت بطل ألعاب القوى الجامايكى، وقرش السباحة الأمريكى مايكل فيلبس، حيث سيتم طرح شقتيهما فى المزاد بمفردهما للحصول على أعلى عائد مادى.[Quote_2]
فى حين تم وضع البعثات الأقل شعبية فى أماكن بعيدة مثل البعثة المصرية التى كانت تقيم بجوار البعثة المغربية فى مبنيين ملتصقين، ووضع أمامهما فانوس كبير تعبيراً عن الاحتفال بشهر رمضان المبارك.
ويحرص اللاعبون على قضاء أوقات فراغهم خارج القرية، إلا أن عدداً كبيراً أيضاً يحرص على الوجود فى مدينة الملاهى التى خصصتها اللجنة المنظمة للاعبين، والتى تضم عدداً من «ترابيزات» البلياردو، فضلاً عن ألعاب الفيديو جيم، بالإضافة إلى عدد من شاشات التليفزيون لمتابعة منافسات البطولة بالكامل، وأجهزة للكمبيوتر بها إنترنت لتواصل اللاعبين الذين لا يملكون «كمبيوتر شخصى» مع ذويهم فى بلدانهم.
ويحاول اللاعبون الذين أنهوا منافساتهم فى البطولة كسر الملل عن طريق الخروج للتنزه فى مركز «ويستفيلد» التجارى الملاصق للقرية الذى أنشئ مع القرية لتسهيل مهمة اللاعبين فى شراء هداياهم التذكارية قبل العودة إلى بلادهم.
وبالنسبة للغرف من الداخل، فيحصل كل لاعبين أو ثلاثة على جناح -حسب حجمه- على أن يوجد تليفزيون ينقل فعاليات الدورة بالكامل فى الجناح يشاهده جميع اللاعبين الذين يسكنون مع بعضهم فى نفس الجناح.[Image_3]
وأبدى عدد من اللاعبين استياءهم من عدم وجود مطاعم شهيرة داخل القرية، ووجود عدد من الأكشاك التى تبيع الساندويتشات والعصائر فقط، بالإضافة إلى المطعم الذى يقدم ثلاث وجبات لكل لاعب، وتم استثناء اللاعبين المسلمين وحصولهم على وجبتين فى الإفطار والسحور لظروف شهر رمضان.[Quote_3]
واستغلت اللجنة المنظمة عدداً من الشركات الراعية لجذب الرياضيين، حيث تقوم إحدى الشركات المصنعة للشيكولاتة بتوزيع منتجاتها مجاناً داخل القرية، كنوع من الترويج للمنتجات والترويح عن اللاعبين فى نفس الوقت.
وينتشر داخل القرية رجال الأمن بشكل مكثف لحماية النجوم من أى اعتداء، خصوصاً أن قرار منع دخول الإعلاميين كان هدفه الأساسى عدم إزعاج اللاعبين الكبار بالأحاديث الصحفية.
ويُمنع فى القرية الأولمبية التدخين نهائياً لمخالفته للمبادئ الأولمبية، حيث تم تخصيص منطقة معينة فقط للمدخنين أمام باب القرية، كما تم تخصيص مكان يلتقى فيه الرياضيون مع ذويهم، وإن كان أغلبهم يفضلون مقابلة أسرهم بالخارج للتنزه فى المركز التجارى المجاور للقرية.
ومن أبرز اللقطات التى تم تسريبها من داخل القرية صورة لأسرع رجل فى العالم الجامايكى أوسين بولت أثناء احتفاله مع ثلاث من لاعبات اليد للمنتخب السويدى داخل غرفته بعد حصوله على ذهبية سباق 100 متر عدو.