حظيت الحرب العالمية الثانية بالعديد من الحوادث الغريبة التي وقعت في طياتها، وكان من بين هذه الحواداث واقعة الرجل الإنجليزى الذى سار 4 أميال في البحر الشمالي سيراً على أقدامه بعد أن هبط من المظلة وهو لايجيد السباحة.
أحب نورمان فرنسيس البحر وتطلع إلى سبر أغواره فكان بين الحين والأخر يستأجر قارباً لهذا الغرض، وذات يوم راح يجدف بلاقصد فى جزيرة "والتشرين" بالقرب من الشاطىء الهولندي بقضيب خشبي يحمله فوق القارب، لكن لم يحدث ولو لمرة واحدة أن أدرك قاع البحر، فعاد الرجل الإنجليزي إلى الشاطئ وهو مقتنع بشئ واحد وهو أنه حدثت له معجزة حقيقة جعلته يسير فوق الماء لمسافة 4 أميال وهو لا يعرف العوم، حسبما ذكر كتاب "30 ظاهرة خارقة حيرت العلماء" للمؤلف راجي عنايت.
وعندما كان نورمان فرنسيس صف ضابط يبلغ من العمر 30 عاماً، وكانت قاذفة القنابل الإنجليزية التي يعمل على مدافعها تطير في اتجاه ألمانيا وفي الغارة الأخيرة فبل انتهاء الحرب العالمية أسقطت الطائرة الانجليزية في بحر الشمال وقبل أن تسقط هذه الطائرة طلب قائدها من الطاقم القفز بالمظلة فقز "فرنسيس" فجرحه جناح الطائرة وأصابه في صدره وفقد وعيه بضع ثواني، ومالبث أن رأى نفسه وهو يهبط في البحر الواسع من على ارتفاع 10 الاف قدم.
حاول "فرنسيس" أن يجذب حبل المظلة حتى يقع على اليابسة لأنه لايجيد العوم إلا أنه لم يفلح فسقط في الماء وسارا فيه مشياً على قدميه وظل هذا سرا محيراً يكتمه في صدره لعدة سنوات، إلى أن افصح عنها قائلاً: "كنت على بعد 4 أميال من الشاطئ فتيقنت الموت لكنى وجدت نفسى أقف على قدمي فوق الماء وكنت أشعر أنني كما لو أقف على ساق واحدة.. وتردد داخلى صوت يقول لا تقلق ستتم لك النجاه ورغم إني كنت أقف على شىء متماسك ولكنه لين اكتشفت أنني أستطيع السير حتى وصلت إلى الشاطئ".
وأضاف: "خلال رحلتي هذه فقدت إحساسي بالوقت إلى أن رأيت بزوغ الفجر وأبصرت خط الشاطئ بعيد عني بميلين على الأقل وواصلت سيري حتى أحسست بالأرض أكثر صلابة حتى وصلت إلى رمال الشاطئ"، وزحف على قدميه حتى دخل أحد البيوت المحيط ة بالشاطئ وحصل فيها على الرعاية الطبيعة والعلاج، ومع ذلك قام الهولنديين بتسليمه إلى الألمان فأمضى "فرنسيس" عدة أيام في السجن حتى انتهت الحرب العالمية الثانية.
ظل "فرنسيس" طوال سنوات عديدة يفكر كثيراً في نجاته الأسطورية، كما أن دراسته للخرائط البحرية في تلك المنطقة وتجربته العملية بالقارب جعلته يتأكد من أن البحر الذي اجتازه عندما سقط جريحاً بمظلته وهو لايعرف السباحة، عميق فعلاً وبلا حواجز رملية تحت سطح الماء، وبعد 20 عاما من هذه الذكرى انتهز فرصة عطلته الصيفية من عمله كرئيس للعمال في أحد المصانع وسافر إلى هولندا ليتحقق من صحة هذه المعجزة التي حدثت له.
تعليقات الفيسبوك