كوميديا الاغتصاب فى «الجاهلية» بعدسة «العسرى»
مشهد من الفيلم المغربى «الجاهلية»
«كائن خشبى مصمم على صورة إنسان مبتسم، عُرض بصورة مقلوبة مائلة»، هكذا ظهر بوستر فيلم «الجاهلية» للمخرج هشام العسرى، وتدور قصته فى إطار كوميدى تراجيدى، وترصد مشكلات المجتمع المغربى، مثل الاغتصاب والحرمان والعنصرية والإهانة والاستغلال.
وانتقد «العسرى»، خلال العمل، القرارات الملكية وأوضاع حقوق الإنسان بشكل جرىء، وركز على قرار إلغاء عيد الأضحى فى ثمانينات القرن المنصرم بسبب الجفاف، واتخذه مدخلاً للفيلم، ليتطرق إلى قضية سياسية ظلت لعقود مصدر خوف للشعب المغربى.
ويواصل «العسرى»، فى فيلمه الروائى الطويل السادس، السمات الفريدة لأفلامه بمحتواها المتخم بالإشارات الثقافية والسياسية، إذ سبق أن قدم أفلاماً مثل «نهاية»، و«هم الكلاب»، و«البحر من ورائكم»، و«ضربة فى الرأس»، الذى مثَّل المغرب فى بانوراما الدورة السابقة بمهرجان القاهرة، التى خُصصت لتكريم المغرب بعنوان «حول البوعنانى، سينما مغربية مغايرة»، بشراكة مع المركز السينمائى المغربى.
وتطرّق «الجاهلية» إلى ظاهرة الاغتصاب بشكل محورى فى الفيلم، إذ يستعيد بطل الفيلم ذاكرته ويكتشف أنه تزوج من امرأة اغتصبها سابقاً، وكانت تحاول الهروب بين الفينة والأخرى، ليختتم قصته بالإشارة إلى الفصل 475 من القانون الجنائى، الذى كان مثار الجدل عام 2014، وتنص بنوده على ضرورة تزويج الفتاة المغتصبة من مغتصبها، ما وقف له الجمهور وصفق بحرارة فى نهايته.
العرض الأول للفيلم كان فى مهرجان «برلين» الدولى بدورته الـ68، فبراير الماضى، وتوالت بعده المشاركات، إذ استطاع مخرج العمل أن ينسج دراما بصرية شيقة حول حدث تاريخى هامشى، يتحول لوجهة نظر فى المجتمع المغربى، أبرزها عرضه فى مهرجان «الفيلم الوطنى» بطنجة المغربية خلال شهر مارس.
يُعرض فيلم «الجاهلية» اليوم فى سينما «كريم» الساعة 9٫30 مساءً.