حقوقي: التنمر مشكلة مجتمعية تتطلب نشر ثقافة التسامح وقبول الآخر
محمود البدوي
قال محمود البدوي، عضو الفريق الوطني لمناهضة العنف ضد الأطفال، إن مشكلة التنمر التي طفت بشكل ملحوظ على مجتمعنا في الآونة الأخيرة وكان لها انعكاسات سلبية نالت من بعض ضحايا تلك الممارسة غير الإنسانية، مشكلة تقوم على عدم فهمنا الصحيح لفكرة الاختلاف والتنوع التي خلقنا الله عليها.
وأضاف في بيان اليوم، أنه من عظيم خلق الله فينا أن خلقنا مختلفون ومنح كل منا هبات ومميزات تختلف او تتفق مع غيره، وهو ما كان الغرض منه التأكيد على مفهوم التكامل والتسامح بين كل البشر وقبولهم لبعضهم البعض وهو ما اعتنقه المشرع الدستوري في صريح نص المادة 53 من الدستور المصري المعدل في يناير 2014 وتأكيده على مفاهيم المواطنة والمساوة بين كافة المواطنين دونما تمييز قائم على لون او دين او جنس، وهو ما يصطدم واقعيا علي عدد من الموروثات الثقافية والاجتماعية والتي ترسخ لمفاهيم التمييز ولا تعترف بالمواطنة والمساواة والتسامح وقبول الآخر.
وتابع: إننا في هذه اللحظات وبعد أن شاهدنا ما عساه أن يتخلف عن ممارسة أفعال التنمر في واقعة تلميذة دمياط وايضاً تلميذة الإسكندرية والتي انتحرت نتيجة سوء المعاملة والتهكم عليها ومعاملتها بشكل مسيئ، هو بمثابة ناقوس خطر يدق بقوه معلنا عن أن مفاهيم التسامح وقبول الآخر بمجتمعنا باتت في تراجع ملحوظ، وانه يتوجب علينا التعامل مع تلك الظواهر المجتمعية (عالية الخطورة) بشكل واقعي بعيداً عن السطحية في التعامل او طرح مبادرات لا تلقى صدى حقيقي او انعكاس إيجابي على المجتمع.